تستنكر جمعية مقومات حقوق الإنسان ما يتكرر في الآونة الأخيرة من خطاب الكراهية والعنصرية تارة ضد الوافدين شركائنا في البناء وتارة ضد البدون أشقائنا على هذه الأرض حتى وصلت أخيرا السهام إلى قلب المجتمع الكويتي وشريانه الرئيسي وهم المواطنون الكويتيون من خلال التصنيفات الفئوية أو الاتهامات العشوائية بالتزوير لقطاع كبير من المجتمع أو الازدواجية وما يتبع ذلك من همز وغمز ولمز يمزق المجتمع ويهدد وحدته. وأكدت "المقومات"، أنه في الوقت الذي نؤكد فيه على حق حرية التعبير وأهمية تطبيق القوانين المرعية إلا اننا نرى أن ترك هذه الاتهامات وإثارة الشبهات لآحاد الناس فيه إضرار بالمجتمع ومؤسساته ومساس بكرامات الناس وصدع في جدار حقوق الإنسان، لذا فإننا نحث الجهات المختصة بالقيام بواجباتها للحد من إثارة هذه النعرات ضد أي فئة من المواطنين وغير المواطنين وفي الوقت نفسه الرد بشكل واضح وقاطع على أي شائعة أو خبر قد يسبب فتنة مجتمعية أو تهدد السلم المجتمعي والعيش المشترك بين كافة الفئات والأفراد.وذكرت الجمعية بقول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. وهذا ما جاء موافقا بالدستور الكويتي في المادة 29 التي نصت على أن (الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين) وهو ما أكدته المادة رقم "1" من إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام في المادة التي جاء فيها أن (البشر جميعاً أسرة واحدة جمعت بينهم العبوديّة لله والبنوّة لآدم، وجميع النّاس متساوون في أصل الكرامة الإنسانية وفي أصل التكليف والمسؤوليّة، دون تمييز بينهم بسبب العرق أو اللون أو اللّغة أو الجنس أو المعتقد الديني أو الانتماء السياسي أو الوضع الاجتماعي أو غير ذلك من الاعتبارات، وإنّ العقيدة الصحيحة هي الضمان لنموّ هذه الكرامة على طريق تكامل الإنسان وإنّ الخلق كلّهم عيال الله، وإن أحبّهم إليه أنفعهم لعياله، وإنّه لا فضلَ لأحد منهم على الآخر إلاّ بالتقوى والعمل الصالح).