الأربعاء 02 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المكاتب تحجز "غروبات وهمية" لتحلق بأسعار تذاكر السفر
play icon
تزايد في حركة السفر رغم ارتفاع أسعار التذاكر
المحلية   /   الأولى

المكاتب تحجز "غروبات وهمية" لتحلق بأسعار تذاكر السفر

Time
السبت 15 يوليو 2023
View
13
السياسة
خبير في المهنة: حجز التذاكر بثمن مخفض وبيعها مجدداً بأثمان باهظة

تنسيق بين مجموعات عبر "الواتساب" إما لتحديد الأسعار أو لتبادل الزبائن

الراجحي: إجراءات حازمة ضد المخالفين من مكاتب وشركات السفر


شهية المكاسب المحققة بأي وسيلة كانت، دائما ما تنفرج على مصراعيها عند الفرص المؤاتية، والضحايا دائماً هم المواطنون والمقيمون الذين لا حول لهم ولا قوة، فيخضعون مضطرين لجشع البعض، إذ لا يكفيهم أن يئن المواطن والمقيم تحت طائلة ارتفاع مصاريف الحياة اليومية، والتحكم بلقمة عيشهم، فما إن تأتي المواسم، حتى يقفز المتنافسون لاقتناصها، واصطياد ما يستطيعون حصده من دنانير مخزنة في جعبة "الضحايا" المستسلمين، من ليس بيدهم غير الانصياع والاكتفاء بالـ"حوقلة"، إذعاناً للأمر الواقع.
فمع دخول عطلة أوجها الصيف، واشتداد القيظ، وتصاعد الحرارة لتتجاوز الـ50 درجة في ساعات الظهيرة، تزداد رغبة الناس بالتوجه خارج البلاد، للراحة والاستجمام في أجواء معتدلة نسبياً، وتزامناً معها تشتد حرارة تذاكر الطائرات، وترتفع درجاتها هي ايضاً، حتى أنها تسبق بارتفاعها حرارة الشمس، وقد ينصدم البعض من سعر بعض الرحلات، فتعجز بعض العائلات عن توفير مقاعد لها على متن الطائرات، فيقبلون على أعلى الأسعار على مضض، أويعجون فيبقون داخل البلاد.. فيتجرع البعض "غصة الأسعار" ويشترون التذاكر بثمن باهظ.. كيلا تزعل "أم العيال"، ولا يتحول البيت لـ"حلبة مصارعة" مع الأبناء.
"السياسة" تواصلت مع عدد من مكاتب السفر، وقارنت بين الأسعار، فوجدت مقاعد باهظة الثمن على بعض الطائرات، وعندما دخلت موقع الشركات، وجدت أنه لا يوجد مقاعد خالية، فيما بعض المكاتب أكدت أن لديها مقاعد، لكن عليك أن تدفع ما تطلبه "مهما كان الثمن" لتحظى بالمقعد الذي تتبناه.
الأسعار كانت تقريباً شبه موحدة بين المكاتب.. والمقاعد متوافرة، طبعاً عند المكاتب، فاستطلعت "السياسة" الأسباب، واكتشفت أن هناك مجموعات "واتساب" تتحكم ببورصة الأسعار، وعلى الفور استعدنا ذكرى "غروبات الغش"، حيث أن البعص بات يتفنن في طريقة سحب المال من جيب المستهلك.. وهو هذه المرة المسافر.
خبير متخصص بمكاتب السفر، كشف لـ"السياسة" أسرار المهنة.. فيما تحدث نائب مدير عام الإدارة العامة للطيران المدني للشؤون الإدارية والمالية بالتكليف ومدير إدارة النقل الجوي عبدالله الراجحي أن كثيراً من الشكاوى ترد الإدارة، مؤكدا أن شعبة الشكاوى تتابع كل شكوى وتبحث في مخالفات مكاتب السفر وشركات الطيران وتتخذ القرارات اللازمة ضد المخالفين، وفي المقابل.. أكد كثير ممن وقعوا ضحية لارتفاع أسعار التذاكر أنها مشكلة مزمنة، غير أنها هذه السنة كانت مؤثرة جداً نظراً للأوضاع المالية العامة، وارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة.. ما سبب ضائقة مالية.. وعزوفاً لدى البعض عن السفر.
الخبير المتخصص كشف من جهته، أن بعض مكاتب السفر تقوم بإنشاء غروبات معينة، يمكن أن يسموها "سياحية" أو "رياضية".. وما شابه، ويكون ذلك قبل موسم الصيف ببضعة أشهر، تختلف بين مكتب وآخر، كما أن عدد المشتركين في الغروبات يختلف أيضا.
ويشرح المتخصص بأن هدف هذه الغروبات التواصل بحيث يقوم كل مكتب بشراء عدد من التذاكر لدول معينة يعرف أن عليها طلباً بالصيف، ولا سيما للجاليات العربية في البلاد، حيث يكثر السفر إلى مناطق معينة، أو حتى لبعض الدول الأجنبية التي يفضلها المواطنون، فيشتري المكتب مجموعة كبيرة من التذاكر، بحجة أنه يحجزها لغروب سياحي أو رياضي أو لناد للشباب.. وبهذا لا يعود هناك مقاعد كثيرة على الطائرة، فيأخذ المقاعد الأرخص، كما يأخذ عليها حسما لأنها تكون بعدد كبير، ويدفع الثمن..
وبذلك - يضيف الخبير المتخصص- لا يعود هناك مقاعد مخفضة الثمن، فترتفع بالتالي المقاعد المتوافرة، بالذهاب والإياب.. فيضطر البعض لشراء ما تبقى من مقاعد من شركات الطيران عن طريق مواقعها الإلكترونية أو من خلال المكاتب، وعندما تمتلئ الطائرة يصبح بإمكان المكتب التحكم بسعر المقاعد التي اشتراها بسعر مخفض، فيبيعها بعد مع دخول الموسم بسعر مرتفع، مع احتمال عدم بيع بعض المقاعد، لكنه إذا لم يستطع بيع بعضها يكون قد حصل أضعاف ما دفعه بسبب بيعه سائر المقاعد على سعر مرتفع.
ويوضح أن "غروبات السفر" تنسق فيما بينها، بالأسعار وبالبيع، بحيث تتبادل الزبائن أحيانا، فضلا عن أنها تقوم بالإعلان عن المقاعد التي لديها، وفق تواريخ محددة، إذا كانت الطائرة مكتملة العدد فإنها تضع الأسعار على مزاجها، أما إن كانت الطائرة لديها بعض المقاعد بأسعار مرتفعة، فتقوم بعرض ما لديها بسعر أرخص بقليل من أسعار الشركات لكي تجذب المسافرين لديها، وبذلك تحقق أرباحا طائلة..
وقال: فإذا تمكنت من بيع كل ما لديها من تذاكر فإنها تحقق الكثير من الأرباح، دون مراعاة لما يصيب الناس من خسارة مالية فادحة نتيجة مساهمتهم برفع الأسعار، منذ لحظة شرائهم كميات كبيرة من التذكر.. وطبعا.. لا عزاء للمسافرين من مواطنين ومقيمين.. لأنها بالنسبة لهم "تجارة"، والتجارة لا تحفل بالإنسانية، فهدف الشركات الربح، بأي وسيلة، وهذه الطريقة وإن كانت لا تخالف القانون بظاهرها.. لكنها قد تكون شكلا من اشكال الاحتكار، فضلا عن كونها تضر بطبيعة الحال شريحة واسعة من الناس..
آخر الأخبار