"الملك الشجاع"... إيقاع درامي وانضباط في الأداء

كتب - مفرح حجاب:

أسدل الستار على النسخة الـ 21 من المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة وذلك على مسرح عبد الحسين عبد الرضا وذلك بعرض مسرحية "الملك الشجاع" وهي من تأليف نواف القريشي وإخراج بدر البلوشي وبطولة عماد العكاري، خالد بو صخر، شيماء سبت، عبد الله سرور ومجموعة من الفنانين والأطفال، حضر العرض جمهور كبير تقدمهم الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الأنصاري وعدد من الفنانين وضيوف المهرجان.
مسرحية "الملك الشجاع" لا تنتمي الى مكان أو زمان معينين انما تدور أحداثها حول ملك يحكم مدينة السلام بالعدل، محب لشعبه، ولا يفرق بين غني وفقير، ولديه تقدير لكل من يعملون معه سواء كانوا وزراء أو غيرهم، طرحت عليه زوجته فكرة تسليم العرش لإبنه الأمير بسام الذي يتعلم دائما فنون الصيد والشجاعة، ينجح الوزير نعمان المقرب من الملك في اقناع الأمير بسام بأن يعتذر عن هذا المنصب، ويتحقق ذلك اثناء حفل التتويج حيث صدم الملك وزوجته بقرار ابنهما، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل خرج وزير الخزانة فجأة أمام الملك ليعلن أن الأموال قد سرقت من خزانة القصر ويلمحون بأن الخزانة لم يدخلها إلا الأمير بسام، فأمر الملك بتفتيش جناحه في القصر وفعلا يجدون المال، مما يضطر الملك إلى نفيه خارج المدينة، ويقوده حظه الى احدى القرى وهناك يقوم بتعليم اهالي القرية الشجاعة والقتال وايضا ينجح في التخلص من الذئب الذي اعتاد مهاجمة القرية، ويشاء القدر أن ينقذ أيضا وزير الخزانة بعد سقوطه في البئر ويعترف له بأن من دبر مكيدة خروجه من القصر ومن الحكم هو الوزير نعمان الذي استولى على الحكم وقام بسجن الملك وزوجته، يقوم بسام بمهاجمة القصر والتخلص من الوزير والانقلابيين ثم يعيد والده الى الحكم فيكافئه والده بتتويجه حاكما على البلاد.
وشهدت احداث المسرحية الصراع الأزلي بين الخير والشر واستطاع بدر البلوشي تقديم حكاية أسطورية معتمدا على السينوغرافيا والأزياء والموسيقى ولجأ الى تحريك قطع الديكور لتلعب دورا مهما في تجسيد المشاهد وخروجها للجمهور على الخشبة بشكل جيد، وعلى الرغم من أن اعداد الممثلين كان على المسرح واضح الانضباط في حركتي الدخول والخروج، فضلا عن أن اداء الممثلين الذي ملأ جنبات المسرح بشكل جيد، وكان واضحا منذ البداية ان العمل يتحدث عن قصة وحكاية أكثر من تقديم كوميديا مبتذلة لمجرد الضحك، لذلك كان الأداء الدرامي للممثلين رائعا،
مسرحية "الملك الشجاع" وصلت رسالتها للجمهور بشكل سهل نظرا لبساطة الحكاية وعدم المبالغة في الأحداث وكان افضل ما فيها هي انها تنتمي الى عصر الحكايا والأساطير التي يرويها الأجداد للأبناء، فكان كل شيء على المسرح يشير الى ذلك سواء الديكور أو ازياء الفنانين، وبرع الفنان خالد بو صخر من خلال ادائه لبعض الأغنيات وتوظيفها في العرض مع الفنان شيماء سبت وكان هناك حضور جميل للفنان عبد الله سرور الذي جسد دور الوزير نعمان، كل ذلك جعل جمهور الحضور يخرج من العرض بشكل راض.
بعد انتهاء العرض تم تكريم فريق المسرحية من قبل الأمين العام المساعد للمجلس الوطني لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصار حيث صعد المسرح بعد انتهاء العرض ومعه كل من ثامر العماري المشرف العام على المسرحية والفنان ياسر العماري والمخرج بدر البلوشي.