صدر حديثاً كتاب النفاس في الكويت قديما للدكتورة نورة المليفي، يقع الكتاب في 110 صفحات من القطع المتوسط، الكتاب يتناول قضية النفاس قديما في الكويت وتشير المؤلفة في بداية الكتاب الى ان الانجاب يحظى بمكانة عظيمة في المجتمع الكويتي، وتستند تلك الاهمية الى مرجعية دينية واجتماعية واقتصادية وانسانية.تتمثل المرجعية الدينية في القرآن الكريم الذي يؤكد على الانجاب من زينة الحياة الدنيا، يقول تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)، كذلك فإن الرواة حينما يتعلق الامر بأهمية الانجاب يتواردون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم - يحث فيه على الزواج من المرأة الولود، فيقول صلى الله عليه وسلم: (تزاوجوا الودود الولود).وتضيف: وتتمثل المرجعية الاجتماعية في ان الزوج والزوجة وأهليهما يهتمون بالانجاب لأنه يحقق لهم فوائد كبيرة، بالاضافة الى انه نعمة من نعم الله على العبد، لدرجة ان المجتمع كله ينظر للمرأة الولود على انها امرأة مبروكة، وعكسها تماما المرأة غفير المنجبة، فإنها - في نظره - محرومة حارمة، حيث ان محرومة من الانجاب وحارمة لزوجها وللأهل بل وللمجتمع كله، ويكفي لإثبات دور هذه المرجعية الاجتماعية في عملية الانجاب ما روي من ان مرور ستة اشهر بعد الزواج بدون حمل كفيلة بأن تجعل هناك توتراً كبيراً بين الزوجين واهليهما، حتى ان كلاً منهم يتمنى لو تحمل هذه الزوجة بأي شيء ليكون هناك أمل في الحمل.وتقول المؤلفة مظاهر الاهتمام بالوليد تتنوع (طفل المهاد) خصوصا بعد قطع (حبل السر)، فكان هناك اهتمام بملابسه وغذائه ووقايته وتطبيبه وتحصينه، وغير ذلكم، حتى ان هناك نوعاً من الاحتفال الخاص كان يقام له.ويستعرض الكتاب المعتقد ان الممارسات التي كانت بشأن النفاس في المجتمع الكويتي قديماً وايضاً معتقدات الولادة وكذلك الختان للطفل الى جانب باب التوصيات الذي تختتم به المؤلفة الكتاب.