أقامت فرقة المسرح العربي احتفالية تكريمية للفنان الكبير محمد المنيع، استمرارا لنهج الفرقة في تكريم رواد الفن بالكويت تقديرا وعرفانا لفضلهم على الأجيال الجديدة من الفنانين. كان في استقبال المنيع المخرج والفنان أحمد الشطي رئيس مجلس إدارة الفرقة والمخرج صالح القيلاني نائب الرئيس ونخبة من الفنانين والإعلاميين يتقدمهم الفنان عبدالله غلوم وأعضاء مجلس إدارة الفرقة، المخرج محمد سليمان، الفنان حسن القلاف، الفنان جمال اللهو عضو مجلس إدارة جمعية الفنانين الكويتيين، الفنان عادل المشعل، الفنان سالم العطوان، الفنانة غلا، وأدار الأمسية الفنان والمحامي حسن المتروك. رحب المخرج أحمد الشطي رئيس مجلس إدارة الفرقة بالعم محمد المنيع، مؤكدا أن فرقة المسرح العربي تحتفل بتكريم قامة فنية كبيرة ساهمت في نهضة الفن الكويتي وتقدمه لأكثر من نصف قرن، أثرى خلالها المكتبة الفنية الكويتية والخليجية بعشرات الأعمال المسرحية والدرامية، التي تركت بصماتها على أجيال كاملة، فهو يستحق التكريم ونحن كجيل من الشباب تربينا على هذه الأعمال التي استمتعنا بها وتعلمنا منها الكثير، اليوم سعادتنا لا توصف بتكريم هذه القامة الكبيرة، فأوجه له باسمي وباسم الفرقة تحية إعزاز وتقدير لسنوات طويلة من العطاء الزاخر وهذه الاحتفالية هي نوع من العرفان بفضله لتبدأ الأمسية بكلمات من الفنان حسن المتروك تفيض حبا وتقديرا للفنان المنيع وتاريخه الحافل تاركا له الحديث ليسرد جوانب من ذكرياته ويتوقف عند محطات في حياته، مشيرا في البداية إلى أنه ولد في القبلة، ودرس في المدرسة الأحمدية وبعد أن ترك الدراسة بدأ العمل في الأحمدي بمهنة لحام الأوكسجين وإصلاح الخزانات الخاصّة بالنفط، وانتقل بعد ذلك إلى قسم العمال وشغل وظيفة مسجل وملاحظ ليتنقل في عدة شركات، وبعد أن ترك العمل في الأحمدي عمل في مخيم سيد حميد وخليفة الغانم في وظيفة ملاحظ على العمال ثم نقل إلى الشويخ ليعمل في مجال الحفر لأنابيب النفط. يتابع المنيع: تركت هذا العمل بعد فترة وانتقلت إلى "دائرة المعارف" التي عملت فيها مشرفًا على التغذية في الكلية الصناعية وثانوية الشويخ، لانتقل بعدها إلى العمل في قسم المباني المدرسية بوزارة التربية والتعليم، مضيفا أنها رحلة شاقة من العمل المتواصل قبل أن يتفرغ للتمثيل.ووسط أجواء من البسمة والبهجة ينتقل الفنان الكبير محمد المنيع إلى التمثيل فيقول كنت من محبي التمثيل، وقتها كان التمثيل مادة أساسية وله نشاط بارز بين الأنشطة الأخرى وكانت بداية اهتمامي به عندما كنت طالبًا في "المدرسة القبلية" وأول مسرحية أشارك بها "حرب البسوس"، وجدت التشجيع من ناظر المدرسة عبدالملك الصالح الذي قام بإخراج المسرحية وبعد أن شاهدني الفنان محمد النشمي في هذا العمل شجعني ونصحني بأن أواصل التمثيل وأن أعمل على صقل موهبتي خصوصا في دور الأب والجد. ويواصل الفنان المنيع: انضممت في العام 1956 إلى "فرقة المسرح الشعبي" وفي يونيو 1964 تم اختياري عضوًا في اللجنة الإدارية والمالية مع عدد من الفنانين لتأسيس "فرقة المسرح الكويتي" كما اختارني مجلس الإدارة مسؤولا عن العلاقات العامة للفرقة كذلك عضوًا في مجلس إدارة الفرقة بين عامي 1965 و1969 ثم نائبًا لرئيس مجلس الإدارة في النصف الثاني من الستينات. عن الأعمال الفنية ذكر المنيع عددا كبيرا من الأعمال الدرامية والمسرحية مثل "الإبريق المكسور، دنيا الدنانير، الرحيل، أبلة منيرة، غدا تبدأ الحياة، علي بابا، الجوهرة والصياد، أولاد بوجاسم، ديوان السبيل، حال مناير، وطن النهار" وغيرها. ومن المسرحيات التي قدمها خلال مشواره الحافل "حظها يكسر الصخر، بغيتها طرب صارت نشب، علي جناح التبريزي، فرسان المناخ، السدرة، نورة والسندباد، وغير ذلك من الأعمال التي شارك فيها نجوم الكويت جميعا ساردا العديد من المواقف الكوميدية مع الراحل الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا وكذلك الفنان سعد الفرج.عن أعماله السينمائية ذكر الفنان المنيع عددا من الأفلام بداية من "بس يا بحر، أوراق الخريف، الفخ، الوجه الآخر، ليلة القبض على الوزير، بقايا بشر ودانة" وغيرها من الأفلام، مشيرا إلى ذكرياته في فيلم "بس يا بحر" الذي استغرق تصويره أكثر من عام. وفي مداخلة للفنان عبدالله غلوم وجه خلالها الشكر لفرقة المسرح العربي لاحتفائها بالرواد الكبار وهي بادرة طيبة ليست غريبة على الفرقة العريقة، مطالبا بتجمع المسارح الأهلية من جديد للعمل على إعادة اتحاد المسارح الأهلية، ورحب المخرج الشطي بهذا الطرح، مؤكدا أنهم كفرقة ليس لديهم أي مانع في التعاون مع باقي الفرق الأهلية من أجل عودة الروح للاتحاد الذي يمثل قوة للفرق وصوتها المسموع.

المنيع في فرقة المسرح العربي