المنيع: هكذا نتغلب على الضغوط النفسية

ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب، أقيمت محاضرة بعنوان"كيفية التغلب على الضغوط النفسية" بالتعاون مع مكتب الإنماء الاجتماعي، والتي حاضر فيها أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور ناصر المنيع، الذي توجه في البداية إلى بعدد من الأسئلة وبأسلوبه المميز استطاع إشراكهم بالحوار لتتحول المحاضرة إلى مايشبه ورشة العمل.
ثم بدا التعريف بالضغوط النفسية بأنها كل ما يواجه الفرد من مواقف التحدي والخطورة، والاستجابات النفسية لتأثير سلبي، معتمدا في ذلك على تعريف كل من فينمان وإمارشال وكوبر، بما في ذلك من قوة بيئية شديدة، وتأثير مضر، وردة فعل الفرد في مثل هذه المواقف والحالات.
وأشار المنيع إلى وجود مصطلحات مشابهة للضغط كالصراع الذي يكون بالتعارض بين الأشياء، أو الإحباط وسببه الحرمان من شيء ما أو إعاقة تحقيق هدف معين والذي يسبب ضغطا نفسيا كبيرا على الأشخاص، أو التهديد الناجمة عن توقع حدوث أذى أو خطر من مصدر خفي.
بعد ذلك تطرق إلى مصادر الضغط النفسي كالكوارث الطبيعية من زلازل وحروب وأعاصير وغيرها والتي يكون تأثيرها بعيد المدى ولا يكون بالغ الأثر لأننا ننظر إلى أن الجميع قد تعرض لها، لنبدأ بعدها بتوقع الأسوأ.
أما الضغوط اليومية فهي ناجمة عن مسببات نعيشها يوميا كازدحام الشوارع.

علامات الضغط النفسي
وبالنسبة لأعراض وعلامات الضغط النفسي أوضح د.المنيع أن هذه الأعراض تظهر بثلاثة أشكال هي: الانفعال وهو توتر يصيب الفرد بأكمله، والوجدان وهو توتر أقل شدة من الانفعال، والعاطفة وهي التي تجسد حالة مستمرة كحب الأب و الأم لأبنائهما.
وقال د.المنيع أن التغيرات الفسيولوجية الناجمة عن الضغط ترتبط بإفراز بعض الهرمونات التي تترسب في الجسم خلال 24 ساعة لتتحول إلى مادة سامة اذا لم يتم التخلص منها عن طريق ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة بعد حالة الضغط، منبهاإلى أن بقاءها في الجسم يؤدي للإصابة ببعض الأمراض كالقولون العصبي والسكري والضغط وغيرها من الأمراض.

أعراض وتأثيرات
وبالنسبة لما يصاحب الضغط النفسي من أعراض وعلامات فقد قسمها د.المنيع إلى أربعة أنواع من التأثيرات:
الأول تأثيرات الإدراك كاضطراب الذاكرة، وصعوبة التركيز، ورؤية الأحداث السلبية فقط، والشعور بالقلق الدائم.
والثاني تأثيرات شعورية كالمزاجية وسرعة الانفعال والهيجان وعدم القدرة على الاسترخاء والشعور بالوحدة.
أما الثالث فهي التأثيرات العضوية كالشعور بالألم والأوجاع المتفرقة، والدوخة والغثيان وغيرها من الآلام الجسدية.
والرابع تأثيرات في السلوك كالزيادة أو النقصان في تناول الطعام، النوم كثيرا جدا أو قليلا جدا، الانعزال، عادات التوتر كقضم الأظافر.
ولتخفيف هذه التأثيرات دعا د.المنيع إلى ممارسة الضحك لأنه يؤثر إيجابا في الكثير من الحالات، مبينا أن الضغوط النفسية صعبة وسهلة في ذات الوقت.

التكيف مع الضغوط
وتحدث المنيع عن الصدمة والتي تحدث عادة بعد الضغوط الشخصية والكوارث موضحا أن هناك أشخاصا لايتحملون آثارها يلجأون في بعض الحالات للإدمانللهرب منها وهذا أمر خطير يزيد المشكلات تعقيدا بدلا من حلها والتعامل معها بشكل سليم.
ويرى د.المنيع أن هناك مصادر أولية للضغط بسبب شيء دائم نتعرض له، وهناك أشياء مزمنة يمكن أن نتكيف معها كالأمراض التي تتحول مع الزمن إلى شيء عادي وطبيعي.

مسار الضغط
ثم تناول المحاضر مسار الضغط وفقا لاقتراح هانز سيلي الذي يرى أن تأثيراته طويلة الأمد، وتمر عبر سلسلة من المراحل كالتنبيه والتحريك، والمقاومة حيث أن الجهاز العصبي يبدأ بمقاومة الأشياء، والأعياء والتعب.
وبالنسبة للمضايقات اليومية فقد عدد د.المنيع بعضا منها كعدم كفاية الوقت، والمهام الزائدة عن الحد والأفكار المزعجة بشأن المستقبل، وضع الشيء في غير مكانه أو فقدانه، صحة فرد من العائلة، الالتزامات الاجتماعية وما يترتب عليها، القلق بشأن المعايير، القلق بشأن النجاح، المسؤوليات الزائدة.

نظرة إيجابية
وطالب الجميع بالنظر إلى الأمور بإيجابية وعدم الاهتمام لما يعكر المزاج ويؤثر سلبا فينا ويسبب لنا ضغوطا نفسية وعصبية، ومن ذلك الحرص على العلاقات الطيبة بين الأزواج، إتمام المهام، الصحة الجيدة، الإيفاء بالمسؤوليات، قضاء الوقت مع العائلة، المكوث في المنزل. فهناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن ترفع المعنويات لدينا، وعلينا أن نحدد ونحسن استثمارها بشكل إيجابي، وأن نعرف كيف تتفاعل مع المشكلات فعلينا تجاوز بعضها و التعامل بإيجابية مع بعضها الآخر.
وشدد المحاضر أهمية اكتساب مهارات التغلب على الضغوط النفسية كالتنبؤ بالمشكلات والتركيز فيها، ثم قدم عرضا لفيلم عن بعض التمارين التي تساعدنا على التخلص من الضغوط والأعباء النفسية والاضطرابات العصبية كالاسترخاء والتنفس الصحيح. ووجه المنيع مجموعة من النصائح تشتمل على بعض الإرشادات للتخلص من الضغوط النفسية والعصبية منها تحويل التهديدات إلى تحديات، وجعل الموقف الخطير أقل تهديدا، وتغيير الأهداف، وأن يكون الإنسان واقعيا وصلبا في مواجهة الأمور.