أقيمت في الشارقة الدورة الافتتاحية من "المنتدى العالمي للسينما"، التي نظمها (عن بعد) "مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب"، بالتعاون مع "مهرجان لاهور السينمائي" في باكستان، بمشاركة مجموعة من مديري المهرجانات الدولية، والمخرجين والمنتجين والمتخصصين بصناعة السينما، والجمهور.شهد المنتدى الذي يتضمن سلسلة جلسات نقاشية وحوارية، منها جلسة "سينما الأطفال بين الماضي والمستقبل"، وتناولت دور السينما في مستقبل التعليم، والثانية "المهرجانات في 2020 وبعد كورونا".وقال البروفيسور دراجان فيمون، مخرج وأكاديمي فرنسي في مداخلة خلال الجلسة الأولى: "لضمان التمكين، يتوجب على المدرسين المتخصصين بتعليم الوسائط المرئية أن يقوموا بسرد قصص من الحياة اليومية التي يمكن للطلاب الارتباط بها والتي تشكل جزءاً من محيطهم الاجتماعي والثقافي، إذ يعد التفاعل في صناعة الأفلام وضمان مشاركتهم الفاعلة ضرورة مهمة لتقديم القصص من وجهة نظرهم".من جانبه، قال فيردوز بولبوليا من "مهرجان نيلسون مانديلا للأفلام" في جنوب أفريقيا: على الرغم من التحديات العديدة التي تواجه العاملين في صناعة سينما، التي تشمل صعوبة وصول الأطفال إلى خدمات الإنترنت في ظل الظروف الحالية، سيبقى مستقبل سينما الأطفال مشرقاً في جنوب أفريقيا، فالجهد والوقت الذي نكرسه، والإمكانات التي نمتلكها، والشراكات التي تجمعنا مع الجهات المختلفة في جميع أنحاء العالم لتعزيز جودة سينما الأطفال، تعد بارقة أمل لنا جميعاً".بدورها، قالت ميناكشي فيناي راي، مديرة "مهرجان تشين الهند السينمائي": مستقبل السينما لا يعتمد على الأفلام التي يصنعها البالغون للأطفال الذين يحتاجون إلى نوع مختلف من الطاقة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال إبداعاتهم، وكل ما يمكننا القيام به هو توفير إطار عمل إرشادي يمكن البناء عليه.وأضافت: من واقع تجربتي عملت مع أطفال استطاعوا ابتكار سينما جريئة وصادقة تعكس واقعهم ويصعب على البالغين فهم أعماقها، والمطلوب من جيلنا هو الجرأة والشجاعة لقبول الأشياء التي لا نفهمها.وناقشت جلسة "المهرجانات في عام 2020 وما بعد كورونا" أبرز التحديات التي واجهت كبار منظمي أرقى المهرجانات السينمائية على المستوى العالمي في أعقاب أسوأ أزمة صحية شهدها العالم منذ أكثر من قرن.
وشارك في الجلسة كلٌّ من دان بينيت، مدير مهرجان "لوس أنجليس السينمائي"، وكلاوديو جوبيتوسي، مدير "مهرجان جيفوني السينمائي"، وكيث بيني، مدير الجمهور والمجتمع في "مهرجان تورنتو السينمائي"، وأدارها شعيب إقبال.وأشار بينيت إلى أن "مهرجان لوس أنجليس السينمائي" كان جاهزاً لافتتاح دورة عام 2020 في ديسمبر، وفجأة اتضح أن تلك الدورة لن تنعقد، لأن الإجراءات الاحترازية كانت فورية وحاسمة ولم تترك للمهرجان الفرصة لتنظيم دورته.عن سبل مواجهة هذا التحدي، قال بينيت: سعيت بالتعاون مع فريقي إلى الاستثمار في كل المنصات الرقمية المتوافرة، للتواصل مع الجمهور من جميع الفئات العمرية، ما أتاح الفرصة للمنظمين والمشاهدين للتعبير عن آرائهم حول الأفلام المختارة من ناحية، كما عززت التواصل بين صناع الأفلام وجمهورهم من ناحية أخرى، واليوم نتطلع إلى إقامة المهرجان في ديسمبر على أرض الواقع وفق إرشادات الصحة والسلامة. وأشار كلاوديو جوبيتوسي، مدير مهرجان جيفوني السينمائي الإيطالي، إلى أن "أدركنا في مارس الماضي أننا بحاجة إلى خطة بديلة للتواصل مع أفراد المجتمع وعشاق سينما الأطفال في العالم، وكان علينا أن نجد طريقة لنصل إليهم أينما كانوا ونحافظ على مكانة المهرجان، فقمنا خلال فترة الإغلاق الأول التي امتدت من مارس إلى مايو بتنظيم جلسات حوارية مع عدد من الممثلين والسياسيين والأطباء وصانعي الأفلام، لنبقى قريبين من المجتمع بجميع فئاته ونعزز شعورهم بالتماسك والمشاركة".وأضاف: واجه كل من صناعة السينما والمجتمع على حد سواء العديد من التحديات، ما دفعنا إلى العمل على إقامة مهرجان هجين حضره شخصياً 3 آلاف طفل في إيطاليا، فيما انضم ملايين إلى المهرجان افتراضياً من مختلف أنحاء العالم، أتاحت لنا الأزمة أفكارا جديدة ومبتكرة، لتقسيم أنشطة المهرجان إلى أوقات مختلفة على مدار العام بدلاً من إقامته على شكل فعالية واحدة كما جرت العادة.وبدوره قال كيث بيني من تورنتو: كان 2020 مليئا بالتحديات، واليوم نركز على إيجاد الطريقة الملائمة لعرض الأفلام وإيصالها إلى الجمهور والمجتمع، مشيراً إلى تأثر مهرجان تورنتو، بالظروف الصحية العالمية، لكن تمكن القائمون على المهرجان من الاستجابة سريعاً والاستفادة من الحلول التكنولوجية بإطلاق أول خدمة بث وطنية تسمى سينما "ابق في المنزل " (Stay-At-Home)، مثل منصة "نتفليكس"، وقد حققت دورة المهرجان لعام 2020 نجاحاً كبيراً باعتمادها طريقة السينما الرقمية وسينما الهواء الطلق، ولمنح أفراد المجتمع الشعور بالمشاركة الجماعية، قمنا بتنظيم حفلة موسيقى DJ وأتحنا للجمهور إمكانية الاستماع إليها عبر مكبرات الصوت في منازلهم.