المواطن والتشكيل!

طلال السعيد

وفق رأي من شكل الحكومة الجديدة، فان هؤلاء هم رجال المرحلة المقبلة، او رجال الاستقرار وتنفيذ التوجه المعلن عن مكافحة الفساد والاصلاح، والخروج من حالة الجمود، ودفع عجلة التنمية وتحقيق المطالب الشعبية التي طال كثيرا انتظارها.
هذا تقريبا ما نسمعه او سمعناه عن توجهات الحكومة الجديدة، وهذه هي الاسماء التي تم الاتفاق عليها! ورغم قناعتنا التامة ان الحكم على الوزير يكون من خلال عمله، وليس من خلال اسمه، الا اننا نرى حالة عامة من عدم الراحة والرضى بين عموم الشعب الكويتي، بعد خروج التشكيل الى النور، والتحفظ على بعض الاسماء التي جربت في مواقع سابقة، وفشلت فشلا ذريعا، ثم جاؤوا بها لتصلح مع حكومة الاصلاح، ومكافحة الفساد الجديدة، وهذا هو ما نتمناه كشعب عانينا كثيرا من الاحباط، فالكويت تستحق الافضل!
ومن حق سمو الرئيس المكلف اختيار وزرائه، او فريق العمل الذي يرتاح اليه ويتعاون معه، من اجل كسر الجمود الحالي، وتقديم الافضل، ولا يحق لاي عضو بمجلس الامة الاعتراض على تعيين اسم من الاسماء في المنصب الوزاري، لكن من حقه التحفظ داخل قاعة المجلس، وحجب الثقة عن الحكومة كلها، والمحاسبة وطرح الثقة اذا ايدته الاغلبية النيابية، هذه هي الاعراف الدستورية، التي يجب ان يتمسك بها الجميع، ولا بد من اعطاء فرصة كافية لكل وزير حتى يثبت كفاءته، فليس صحيحا ان يحاسب وزير في الامس تم تعيينه على موقف سابق!
لكن ما نتمنى ان يصل الى اصحاب القرار بصورة صادقة واضحة هو حالة الاحباط الشديد التي يمر بها الشارع الكويتي، فلم يفرح مواطن واحد، باستثناء اصحاب المصالح والمقربين من الحكومة الجديدة، وليس هناك شعور بالتفاؤل، وهذا الاحباط العام لا يحسب على الحكومة الجديدة، بل هو شعور تأصل في الشارع الكويتي مع تعاقب الحكومات التي لم ينجح، اي منها، باستيعاب الشارع الكويتي، او حتى دفعه الى التفاؤل!
قد يكون وزيرا واحدا وفق في وزارات سابقة، مثل وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد، لكن ما يعانيه الناس يحتاج الى تحرك جماعي من جميع الوزراء، وعلى المستويات كافة حتى الرياضة، والادب، والفن والمسرح.
وهذا ليس صعبا علينا فقد كنا كذلك فيما مضى، والاسس التي نبني عليها موجودة، لكن ليس هناك مبادرات...زين.