الاثنين 09 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"الموت الأبيض"... خطايا الماضي لا يمحوها الزمن

Time
الخميس 09 ديسمبر 2021
View
5
السياسة
كتب - مفرح حجاب:

الاعتراف بالخطيئة يعني الإتجاه إلى طريق التوبة، لكن عدم الاعتراف بها يعني ارتكابها مجددا، فمن لديه خطيئة يعاني حزنا لأنها من الباطل، والزمن ليس كفيلا بأن يمحو الخطيئة لأن الحق وحده هو من يمحوها، هذا الصراع بين الحق والباطل والزمن تناولته مسرحية "الموت الأبيض" التي قدمتها فرقة "فرانكو" على مسرح الدسمة ضمن المسابقة الرسمية للدورة 21 من مهرجان الكويت المسرحي.
ترصد أحداث "الموت الأبيض" قتل "ليلى"، التي أحبها الشاب يوسف ومن تسبب في قتلها هو والده، لأنه لا يرغب أن تكون حبيبة ابنه وقد استخدم الأب أصدقاء "يوسف" في النيل منها بطرق مختلف وحاولوا جميعا إيهام "يوسف" بأن "ليلى" شخصية سيئة، منهم مهندس الاتصالات الذي كان بمثابة هكر يتصنت، والطبيب الذي اعتبر الجسد كل شيء، والرسام الذي حاول أن ينتقم منها بسبب صديقه، وكذلك الفتاة الجميلة التي تعتبر أن الجمال هو كلمتها المفضلة، كل هؤلاء حاولوا تشويه صورة "ليلى" وقاموا باغتيالها بطرق مختلفة إلى أن قام "يوسف" نفسه بقتلها والتخلص منها، في حين جرى تحقيق حول هذا الأمر من قبل محقق متقاعد حاول أن يعود من أجل التحقيق في القضية، التي عاشها من قبل ولم يقبض على المتهم لأسباب مختلفة.
طغى على النص اللغة الذهنية وكان بمثابة عمل خطابي وغاب عنه الفعل الدرامي بسبب التشويش والأفكار الكثيرة التي حملها، فضلا عن الأخطاء الكثيرة الواضحة في تركيبة العمل، خصوصا عندما قام المخرج بتقسيم المسرحي إلى قسمين العلوي فيه المحقق والسيدة الزجاجية وهذا يعد من الواقع، بينما على خشبة المسرح عرضت الأحداث "فلاش باك" والتي تعتمد على خيال من الماضي، حيث كان يفترض أن يعكس اللوحتين، بمعنى أن يكون الواقع هو الموجود على خشبة المسرح والأحداث الخيالية تكون أكثر ارتفاعا.
بينما غابت مرونة لغة الجسد عن الممثلين وكانوا بحاجة إلى التعبير في الأداء مما جعلنا نسمع أصواتهم دون وجود حالة ابداعية على الخشبة، المسرحية كانت أشبه بقصة بوليسية تدور أحداثها على المسرح وسط مشاعر مختلفة، تضارب مع السينوغرافيا، في حين أن العمل المسرحي يفترض أن يعتمد السهل الممتنع والبساطة والذهاب إلى لغة الواقع الذي نعيشه وتقديم قضايا تعمل على التقويم الأخلاقي والسلوكي والاجتماعي وغيرها، لكن العرض يشير إلى اننا نعيش في اشكالية الخلط بين التجريب والتجريد في المسرح، حيث يفترض أن نجرب ونقدم أعمالا ولكن في اطار فني وعلمي متوازن يحاكي الواقع.
الديكور والسينوغرافيا عبارة عن كتل ملأت عمق وجنبات المسرح بشكل حدد حركة الممثلين والمخرج حاول من خلالها التأكيد الدائم على فكرة الدوائر الثلاثة سواء من خلال الحركة الدائرية التي يقف عليها الممثلين أو القلادة التي يعلقونها في أعناقهم، بالإضافة إلى الخيوط التي وضعت في مقدمة المسرح دون داعي واعاقت استخدام الستارة، فضلا عن الأزياء الفضفاضة التي حملت جميعها اللون الفضي أو الرمادي باستثناء الرسام، والرمادي هو لون محايد وكان من الأفضل تحديد هوية الشخصية من خلال الأزياء، لكن الأمر الإيجابي في العرض هي اللوحات الراقصة التي قدمتها موضي الدوب، وعبرت من خلالها عن شخصية "ليلى" وان تمنيت ان يكون هناك ظهور درامي حقيقي لهذه الشخصية لأنه من الصعب ان يحب الجمهور شخصية لم يعرفها ولم يشاهدها على خشبة المسرح، الأمر الجميل أيضا هي الموسيقى "اللايف" وامساك المخرج بكل هذه العناصر.
الجدير بالذكر أن مسرحية "الموت الأبيض" من تأليف سعيد محمد سعيد واخراج د.مشعل السالم، بطولة كل من نصار النصار، يوسف حسين، أمينة شعبان، موضي الدوب، محمد عبد العزيز، هادي الهادي، بيهانا وبدر الهندي.


مشهد من مسرحية "الموت الأبيض" (تصوير – محمد مرسي)
آخر الأخبار