"الموجز الاقتصادي": البنوك المركزية الرئيسية ستواصل رفع سعر الفائدة بخطى أكثر اعتدالاً

قال الموجز الاقتصادي لبنك الكويت الوطني على الرغم من استمرار ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، إلا أن وتيرته بدأت تهدأ في العديد من الأسواق مما ساهم في تعزيز الآمال بأن التضخم قد تجاوز ذروته أخيراً. وعلى الرغم من ذلك، يعزى تباطؤ وتيرة النمو في المقام الأول لتراجع أسعار الطاقة، مع بقاء معدلات التضخم الأساسي أكثر استقراراً.
وفي ضوء تلك التطورات، ستواصل البنوك المركزية الرئيسية رفع أسعار الفائدة، وإن كان من المتوقع أن تبدأ اتباع خطى أكثر اعتدالاً مقارنة بالزيادات الكبيرة التي شهدناها مؤخراً. وفي ذات الوقت، فإن ضغوط ارتفاع تكاليف المعيشة ورفع أسعار الفائدة ساهمت في التأثير سلباً على توقعات الطلب. إذ تصاعدت إمكانية دخول الاقتصادات الغربية المتقدمة في مرحلة من الركود المحدود . إلا أن سوق العمل ما يزال يتسم بالمرونة مما يساهم في تخفيف وطأة الصدمات.
كما أدت توقعات رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة بوتيرة أبطأ لصعود العملات العالمية مقابل الدولار الأمريكي (انخفض مؤشر الدولار بنسبة 8% منذ أواخر سبتمبر الماضي)، والذي قد يعزز مساعي البنوك المركزية لمكافحة التضخم في بعض الأسواق.
كما تشير الدلائل على أن أداء الاقتصاد الأمريكي ما يزال يعمل بوتيرة مقبولة، وذلك على الرغم من الرياح المعاكسة الناجمة عن ارتفاع معدلات التضخم ورفع أسعار الفائدة وضعف الاقتصاد الكلي العالمي. وبعد تراجع الناتج المحلي الإجمالي على مدار ربعين متتاليين، عاد مجدداً للنمو بنسبة 2.9% على أساس ربع سنوي في الربع الثالث من عام 2022، إلا أنه ونظراً لتلك المخاطر ، فإنه من المرجح أن يتباطأ الزخم في الربع الرابع من العام الحالي.
ومؤخراً، صرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنه يتوقع أن تكون الذروة النهائية للمعدلات "أعلى إلى حد ما مما كان متصوراً" وذلك عندما قدّم أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التي تحدد أسعار الفائدة توقعاتهم الأخيرة في سبتمبر (ليصل الحد الأعلى إلى 4.75%)، فيما يعتبر نبرة تيسيريه مقارنة بالفترة السابقة.