الأربعاء 14 مايو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الموسيقى الأفغانية تصدح في الخارج بآلات مستعارة بعد توقف خوفاً من "طالبان"

Time
الخميس 28 أكتوبر 2021
View
5
السياسة
عادت بعض عضوات أوركسترا "زهرة" الأفغانية الشهيرة للعزف مجددا بعد توقّف قسري لأشهر، إنّما أمام جمهور محدود في الدوحة، وعلى آلات مستعارة بعدما تركن آلاتهن خلفهن في أفغانستان لدى هروبهن خوفا من حركة طالبان.
عزفت مرزيا أنوري (18 عاما) برفقة زميلاتها وموسيقيين أفغان آخرين، أمام دبلوماسيين وسكان مجمّع للاجئين في العاصمة القطرية، بمشاركة عازفين من أوركسترا الجيش القطري.
وقالت أنوري إن "معظم فتيات أوركسترا زهرة معي في قطر، لكن بعضهن ما زلن في أفغانستان. آمل أن ينضممن إلينا في أقرب وقت ممكن حتى نعيد بناء الأوركسترا، التي تاسست في 2016، وتضم خمسا وثلاثين فتاة بين سن 14 و21 عاما، بعضهن من أوساط متواضعة". وقدّمت الفرقة، التي كانت تلقى دعما من البنك الدولي وأطراف أجنبية مانحة، للمرة الأولى عرضا في الخارج خلال منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا في يناير 2017.
تقول أنوري إنّها تشعر بالسعادة لهروبها من بلدها، لكن أيضا بالمرارة لتركها وراءها عائلتها وأصدقاءها وآلة الكمان خاصتها.
تحاول أنوري، في الدوحة التأقلم مع العزف على آلة كمان مستعارة، على أمل الحفاظ على موروث بلدها الثقافي مع موسيقيين آخرين هربوا إلى قطر.
تقول الموسيقية الأفغانية: "سعيدة لأنني بعيدة عن طالبان، لكنني قلقة على اللواتي ما زلن في أفغانستان، وحزينة على شعبي وأصدقائي وعائلتي الذين ما زالوا هناك".
وأوضحت: "في أفغانستان يعتبرون كل شيء حراما بالنسبة للنساء، خصوصا الموسيقى"، وأكدت مرزيا، صعوبة العمل بالموسيقى، في مجتمع محافظ لا يزال المتعاطفون فيه مع حركة طالبان يتمسّكون بمعتقدات اجتماعية إنّ الفتيات مكانهن المنزل، وقالت: "عندما نذهب إلى الخارج، كان الناس يسموننا بالراقصات أو الفاسقات".
وتقول العازفة شغوفا صافي (18 عاما)، إنّ أحداث هروبها المروع لا تفارق مخيّلتها، موضحة "كان الوضع في أفغانستان خطيرا ومخيفا للراغبين بالمغادرة. لم يعرف طالبان أننا موسيقيون، ولو علموا لقتلونا". وتستضيف قطر، نحو 100 طالب ومعلم من المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى، بينهن عازفات الأوركسترا، حتى مغادرة بعضهم إلى البرتغال.
ومن بين هؤلاء قائد الأوركسترا الوطنية الأفغانية محمد قمبر نوشاد، الذي عبّر عن سعادته للعزف من جديد أمام الجمهور برفقة موسيقيات "زهرة"، وقال: "لم نتمكن من العزف لمدة ثلاثة أشهر على الأقل منذ أن سيطروا على كابول".
اضطر الموسيقي الشاب، البالغ من العمر 25 عاما، إلى ترك زوجته وطفليه في أفغانستان، آملا أن يجتمع بعائلته قريبا في قطر أو البرتغال.
وقالت أنوري، إنها حزينة لفقدان آلتها الموسيقية، وأضافت: "حتى عندما أنام، كنت أضعها فوق رأسي تماما"، على غرار زملائها.
وأكدت الشابة أنّها ستواصل عزف الموسيقى لتبقي موروث بلدها الثقافي على قيد الحياة، ولو من خارج الحدود بآلات موسيقية مستعارة.
آخر الأخبار