الاثنين 02 يونيو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"الموصل" أول إنتاج هوليوودي ناطق بالعربية

Time
الاثنين 30 نوفمبر 2020
View
5
السياسة
كتب - فالح العنزي:


بدأت شبكة "نتفليكس" الأميركية عرضها الرسمي للفيلم العراقي Mosul أو "الموصل" فتجاوز عدد مشاهداته على المنصة الشهيرة مئات الآلاف خلال يومين فقط، وأخذت االشبكة تسجل بالدقيقة ارتفاعا تدريجيا للمشاهدات في اشارة واضحة لاستحواذ الفيلم على أكبر نسبة متابعة يوميا.
عناصر مختلفة وعديدة توافرت في الفيلم منحته الأحقية في تسيده كمنتج ومحتوى خاص على أكبر منصة رقمية تلفزيونية، يأتي في مقدمتها أنه يعتبر أول فيلم وإنتاج أميركي هوليوودي ناطق باللغة العربية، الى جانب ان أبطاله عراقيون من مذاهب مختلفة توحدوا جميعا من أجل هدف واحد، كما انه وثق تضحيات أبناء الموصل في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي ومطاردة عناصره حتى تم اقتلاع آخر معاقله في المدينة العراقية الكبيرة.
أما الجانب الأهم في منح صك الانتشار الجماهيري الكبير للفيلم فهو إسناد مهمة البطولة الرسمية لمجموعة من الفنانين العراقيين لتجسيد شخصيات مختلفة في المذهب اجتمعوا على هدف واحد وهو محاربة الارهاب المتمثل في "داعش".
يروي فيلم "الموصل" القصة الحقيقية لمجموعة من الجنود العراقيين اطلقوا على أنفسهم فرقة "نينوى سوات"، وهي فرقة مقاتلين طاردوا عناصر داعش عندما استولت الجماعة الإرهابية على منازلهم وعائلاتهم ومدينتهم وخسروا حيواتهم بعد طرد آخر عناصر داعش في آخر معاقلهم في ثاني أكبر المحافظات العراقية "الموصل".
الفيلم مستوحى من مقال Luke Mogelson لعام 2017 بعنوان The New Yorke"، "The Desperate Battle to Destroy ISIS" ، أخرجه الأميركي ماثيو مايكل كارناهان، وشارك في بطولته كل من سهيل دباخ بدور الرائد جاسم قائد الفرقة، آدم بيسا بدور الجندي الكردي كانوا والنجم اسحق إلياس بدور المقاتل وليد، هؤلاء الجنود الثلاثة كانوا ضمن فرقة عسكرية حملت على عاتقها تطهير مدينة الموصل، التي تحولت الى مدينة أشباح تسكنها أرواح بائسة فقدت كل شيء.
الفيلم حقيقة جعلنا نتابعه في خطين متوازيين، الأول باعتباره فيلما روائيا طويلا بحبكة درامية واضحة المعالم وخط تصاعدي للأحداث بدأ بمجموعة مقاتلين انتهى بهم الأمر بالاستشهاد وتطهير الوطن، وفي الخط الثاني كنا أمام فيلم وثائقي لفرقة عسكرية تجمع أفرادها تحت لواء قائد مخضرم، لكن افتقدت الأحداث سيناريو الأفلام الوثائقية مما جعل المشاهد في حيرة من أمره في تصنيف نوعية الفيلم وإلى أي خط ينتمي.
في "الموصل" كانت لمسات المخرج الأميركي طاغية، حيث اعطى الفيلم صبغة أفلام الاثارة والحروب والأكشن كما هي أفلام هوليوود ولمسنا ذلك من الهيئة الخارجية لاعضاء فرقة "نينوى سوات"، وتعتبر نينوى احدى أهم المدن في محافظة الموصل العراقية التي صمدت في وجه الدواعش قبل ان يدمروها ويعتدوا على نسائها، قام باختيار اللباس العسكري المجهز كما نشاهد الجنود الأميركان، لذا للوهلة الأولى تشعرنا الصورة بأننا أمام فرقة جنود أميركية مقاتلة لكن سرعان ما يزول هذا الشعور بعد تحدثهم باللهجة العراقية.
المفارقة الغريبة في الفيلم تمثلت في المشاهد الأولى، حيث بدأ المشهد الأول بمواجهة بين الشرطة في الموصل وبعض عناصر من داعش هجموا على مركز الأمن لتخليص زملائهم قبل أن تتدخل فرقة "نينوى سوات" فهرب الدواعش، وهنا تعاطى المخرج أو كاتب النص مع الجمهور بأنه على علم بتفاصيل ما يشاهده امامه وهذا خطأ فربما يوجد الكثير من العراقيين أنفسهم يجهل هذه التفاصيل وما حدث في العراق بعد إعلان ظهور تنظيم الدولة داعش.
كما يبدو أن الفيلم حمل بين طياته مجموعة من الرسائل المباشرة تم تمريرها مثل ظاهرة الرشاوى التي يتلقاها العاملون في الجهات الحكومية، خصوصا العسكرية منها وخيانة بعض العسكر وتخابرهم مع داعش، ايضا اختلاف المذاهب الدينية التي يعتنقها أعضاء الفرقة وتبين ذلك من طريقة صلواتهم في دلالة على وحدة العراق، والمواجهة التي حدثت بين الرائد جاسم والضابط الإيراني الذي يقود الحشد الشعبي ويتحكم بالجنود العراقيين وغيرها.

مشهد من فيلم "الموصل"
آخر الأخبار