الخميس 19 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
"المُسْلم" المُتَصَهْيِن
play icon
كل الآراء

"المُسْلم" المُتَصَهْيِن

Time
السبت 21 أكتوبر 2023
View
148
د. خالد عايد الجنفاوي

حوارات

"لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ". (المجادلة 22).
ربما يبدو مصطلح "المُسْلم" المُتَصَهْيِن متناقضًا لغويًّا وتاريخيًّا، لكنه يقترن في الوقت الحاضر مع سياق واقعي، فيوجد حاليًّا مجموعة قليلة من الأشخاص المسلمين المضطربين، فكريًّا، ودينيًّا، ونفسيًّا، من يعرّفون أنفسهم للآخرين أنهم مسلمون، لكنهم مع هذا يتكلّمون ويكتبون ويغرّدون ويصرّحون للإعلام، ويتصرّفون في الحياة العامة، وكأنهم أقوى إيمانًا بالصهيونية من الصهاينة أنفسهم.
وبهدف التعرّف على هذا النفر المسلم معوج الهوى، ومشوّش الولاء الديني، نذكر من صفاتهم البارزة ما يلي:
-"المُسْلم" المُتَصَهْيِن واضطراب الهوية: يعاني الكائن البشري المتصهين من اضطراب في هويته، العرقية والدينية، ويسعى لتعويض هذا الشعور بالاضطراب النفسي، والفكري، عن طريق تأييد الصهاينة، مجازيًّا، وأحيانًا فعليًّا، وبخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إمّا بسبب نشأته في بيئة سياسية استبدادية تعتبر الصهاينة حلفاء لها، ويمارس فيها القمع الوحشي تجاه من يطالب بحرية الرأي والتعبير.
وإمّا أن المتصهين يعاني من انفصال عن بيئته الاجتماعية الإسلامية بسبب نبذها له، إمّا لفساد أخلاقه، أو لإلحاديته الخفيّة، أو بسبب سعيه للارتزاق للحصول على مكافآت مالية أو معنوية.

  • المُتَصَهْيِن من الأغيار: يمقت الصهاينة الحقيقيون في خطاباتهم، وكتاباتهم، واجتماعاتهم الكائن غير اليهودي المتصهين.
    فهو بالنسبة لهم يبق من الأجانب الأغيار "غوييم" ويقرّون بمشروعية غشه، واستغلاله، واستعماله كأداة رخيصة لتحقيق أجنداتهم العالمية.
    لكن مع إدراك "المُسْلم" المُتَصَهْيِن كيفية نظر الصهيوني اليه، فهو بسبب سفالة طبعه يقوم بتفسير هذه النظرة الصهيونية الدونية تجاهه وفقًا لمبدأ "ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب".
    -"ليبرالي" وعلماني مضطرب: "المُسْلم" المُتَصَهْيِن متأثر بشكل دوني بقشور الحضارة الغربية، وينظر أحيانًا الى نفسه على أنه ليبرالي مع كل الناس، إلاّ مع أبناء جلدته الإسلامية، ويظنّ أحيانًا أنه علماني يرغب فقط في إخراج الاعتبارات الدينية من العلاقات السياسية، لكنه يبدو، لا سيما لمن يعرفه جيّدًا، ملحد متخفٍّ.
    -"المُسْلم" المُتَصَهْيِن عبد المنزل الصهيوني: يؤدي المتصهين دورًا خنوعًا تجاه من يعتبرهم أسياده، وهو يشابه في سلوكه الذليل عبد المنزل الذي يبرّر العبوديّة ويدافع عنها.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار