المُعامَلَةُ بِالمِثْل

د. خالد عايد الجنفاوي

تشير المعاملة بالمثل في سياق هذه المقالة إلى سلوك منطقي يتفق مع قواعد المنطق الاخلاقي الكوني، والمعاملة بالمثل، تدل بشكل أو بآخر على أنّ الانسان الملتزم بالايفاء بمسؤولياته وبواجباته الاخلاقية في حياتة الخاصة والعامة يتواءم سلوكه مع المنطق، ومع ما يفرضه عليه التفكير السليم، ومن المفترض أن تشكل طرق تعامل الآخرين مع الانسان كيفية تعامله معهم، بلا زيادة أو نقصان، وهذا بالطبع، إذا رغب الفرد في عيش حياة إنسانية متكاملة ترتكز على العقلانية والتفكير السليم.
ومن بعض مبادئ وسياقات المعاملة بالمثل ما يلي:
-لن يقبل العاقل أن يكون الطرف الاضعف في العلاقة الفردية أو الاجتماعية.
-يوجد دائماً نفر فوضوي وبلطجي ومتخلف لن يفهم سوى لغة المعاملة بالمثل.
-لن يخل العاقل بمسؤولياته الاخلاقية تجاه نفسه أو تجاه الآخرين ما دام يواصل التعامل معهم وفقاً لطرق تعاملهم معه.
-كل علاقة فردية أو اجتماعية عقلانية واخلاقية من المفترض أن تستند دائماً على التعامل بالمثل.
-يرتبط التعامل بالمثل باحترام الانسان العاقل لنفسه ولكرامته الانسانية، فهو أو هي لا يقبلون التعامل مع الآخرين سوى بمستوى وبنفس طريقة تعاملهم معهم، سلباً أو ايجاباً.
-من يقبل على نفسه البقاء الطرف الاضعف في العلاقات الفردية والاجتماعية، يقبل على نفسه كل أنواع الاهانات والتي من الممكن أن تحدث في سياق علاقة الانسان الضعيف بالانسان القوي.
-لا يمكنك إرغام أحدهم على احترام نفسه أو مطالبة الآخرين بالتعامل معه بالمثل، ما لم يكن لديه استعداد نفسي لاحترام نفسه.
-كلما التزم المرء بما يمليه عليه التفكير المنطقي والسليم نجح في تعاملاته مع الآخرين.
-لا علاقة بين الاصرار على المعاملة بالمثل بسلوكيات الانتقام أو الحقد والضغينة، ولكنها تشير إلى إنسان عقلاني يطلب من الآخرين التعامل معه وفقاً لنفس المعايير الاخلاقية.
-أسوأ أنواع الازدواجية تتمثل في رفض المعاملة أو التعامل بالمثل مع كل الاشخاص، بالرغم من تساويهم في الحقوق وفي الواجبات وفي الكرامة الانسانية.
-لا يتخلى عن حقه الطبيعي في التعامل مع الاخرين بالمثل، سوى من يكره نفسه ولا يقدرها أو يحترمها.

كاتب كويتي

@DrAljenfawia

@aljenfawi1969