الأحد 09 مارس 2025
23°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المُلْتَزِم أخلاقيًّا في البيئة الفاسدة
play icon
كل الآراء

المُلْتَزِم أخلاقيًّا في البيئة الفاسدة

Time
الخميس 03 أغسطس 2023
View
116
د. خالد عايد الجنفاوي

د. خالد عايد الجنفاوي

لا توجد مفارقة في احتمال وجود وعيش الإنسان المُلْتَزِم أخلاقيًّا في بيئة فاسدة لأسباب مختلفة، منها على سبيل المثال، قلة الخيارات المناسبة للخروج من البيئة الفاسدة، وربما عدم القدرة على الابتعاد عنها بشكل نهائي لأسباب شخصية معينة، أو بسبب وجود التزامات عائلية، لا يمكن أخلاقيًّا التهرّب منها.
ومن بعض التحديات التي يواجهها الملتزم أخلاقيًّا في البيئة الفاسدة، وبعض وسائل الحفاظ على القيم والمبادئ الأخلاقية الفاضلة، والاستمرار في الالتزام بها في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
-التَّسيُّب الأخلاقي في البيئة الفاسدة، اذ تتّصف تلك البيئة باختلافاتها الفجة عن البيئات الاجتماعية الطبيعية، بسبب رواج السلوكيات الفاسدة فيها، ومنها على سبيل المثال شيوع التصرّفات اللصوصية، مثل الغش، والتحايل، والكذب، وغياب الأمانة، وشبه انعدام الإخلاص في القول والعمل، وكثرة الكاذبين والمستغلين في البيئة الفاسدة.
ويمثل وجود وعيش الانسان الملتزم بالأخلاق الفاضلة في هذه البيئة وجودًا وعيشًا صعبًا للغاية بالنسبة له.
-الهمجية السلوكية في البيئة الفاسدة: تزيد نسبة الهمجية (غياب التحضّر السلوكي، وزيف العلاقات الاجتماعية، وكثرة الغش، والتلاعب، والنصب، والاحتيال، وندرة الإخلاص في القول والعمل) في البيئة الفاسدة بسبب عدم وجود بوصلات أخلاقية صحيّة، إما لضعف النسيج الاجتماعي، أو لتنافر طوائفه، أو بسبب غلبة سلوكيات القسوة، والطغيان، والغطرسة في التفكير الجمعي، مما يسبب كثيرا من المشكلات للإنسان الملتزم أخلاقيًّا، ووظيفيًّا، وسلوكيًّا.
-القبلية والطائفية والفئوية الاقصائية، اذ يجسّد شيوع التفكير والسلوك القبلي العنصري، والطائفي التحيّزي، والفئوي الاقصائي، معوقات حقيقية يمكن أن تعطّل مسيرة الملتزم أخلاقيًّا، وبخاصة منعه من الاستفادة من مقوّمات النجاح في المجتمع بسبب اختلافه العرقي، أو المذهبي، أو الطبقي.
-الحفاظ والالتزام بالأخلاق الفاضلة في البيئة الفاسدة: يتوجّب على العاقل الملتزم بالأخلاق الحميدة، بينما يصارع التحديّات التي تواجهه بشكل شبه يومي، عدم نسيان الحقائق الحياتية التالية: الغلبة أخيرًا للحق على الباطل مهما غرست مخالب الباطل في البيئة المحيطة، وإدراك أنّ السعادة والاطمئنان النفسي، والسكينة الروحية التي يعيشها الملتزم أخلاقيًّا في حياته يُحرم منها الفاسد، والمتسيّب أخلاقيًّا، ولو أنكروا ذلك.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار