كتب - مفرح حجاب: تثير الحلقات الأخيرة من بعض الأعمال الدرامية جدلا بين المشاهدين الذين وجدوا أنفسهم أمام نهايات بعضها فيه شيء من القناعة والواقعية، والبعض الآخر يغرد خارج السرب بأفكار مثيرة للجدل وأصحابها يبررون بأنه تجديد وابتعاد عن التقليدية. من يتابع الشاشة سيجد كماً من الأعمال يحتاج إلى إعادة صياغة في الكثير من المشاهد، وعلى النقيض هناك أعمال رغم تكرار أفكارها إلا انها حظيت بمتابعة كبيرة وحققت "ترند" مرة عدة مثل "أمينة حاف"، لان المعالجة الدرامية تميزت، لكن الجديد هذا العام ان بعض الأعمال حملت ملاحظات حول القصة والحبكة الدرامية ومن بينها "الناجية الوحيدة"، و"خلي بالك من زيزي".مسلسل "الناجية الوحيدة من تأليف منى النوفلي وإخراج هيا عبدالسلام وبطولة الفنانين هدى حسين، جمال الردهان، لمياء طارق، محمد العلوي، فاطمة الطباخ، أوس الشطي، عبدالله الفريح، إيمان العلي، شهاب حاجية وغيرهم، تدور الفكرة حول حريق فقدت فيه الفنانة هدى حسين "وصايف" زوجها وأولادها وكانت هي "الناجية الوحيدة" من الحادث ثم ادعت انها فقدت الذاكرة سعيا للانتقام، خصوصا من شقيقها شهاب حاجية "مبارك" المتسبب في الحادث. تمضي الأحداث في مجموعة حلقات بشكل رتيب دون حدث درامي حقيقي واضح بل الكثير من "المط" والتأكيد على ان "وصايف" تسعى إلى الانتقام من شقيقها لتكون البداية مع زوجته إيمان العلي "منيرة" التي تم قتلها ثم تتسبب في دخول شقيقها السجن وانتحاره وتتفرغ لابنته لمياء طارق "ليالي" التي حاولت قتلها لكن دون جدوى.تمتلك الفنانة هدى حسين، موهبة جبارة في التمثيل وبذلت جهدا كبيرا من أجل أن يخرج العمل بشكل جيد لكن الإشكالية الحقيقية تكمن في نص منى النوفلي، التي يعرض لها عملين في رمضان هما "الناجية الوحيدة"، و"بيت الذل". أحداث "الناجية الوحيدة" من وحي الخيال والأعمال الدرامية ليست كالمسرح الذي يتقبل مثل تلك القصص، بينما مشاهد التلفزيون يحتاج الى مخاطبة العقل بواقعية، لذا لم يكن المسلسل من أولويات المشاهد وسط الزحام الدرامي بسبب القصة، فضلا عن الحبكة الدرامية التي جاءت رتيبة، ولم يحرك الأحداث في الحلقات الأولى سوى جمال الردهان وفاطمة الطباخ التي ظهرت قوية وشريرة، لكن في كل الأحوال كانت "وصايف" بؤرة الحدث والنقلات في العمل تبدأ دائما من عندها سواء من خلال الحوار أو حتى في المشاهد التي كانت تعبر فيها بالصمت. فيما يتعلق بالإخراج، نجحت هيا عبدالسلام في تقديم صورة جيدة وحاولت مزج العديد من المشاهد والاستعانة بـ "الفلاش باك" ما يؤكد انها مخرجة متمكنة لكن النص لم يسعفها، الأهم من هذا وذاك أن العمل لم يسوق إعلاميا بشكل واضح، حيث فضل القائمون عليه عدم نشر أي أخبار حتى لا يتعرف أحد على القصة وهذا من حقهم، لكنه أثر بشكل كبير في عدم وجود خلفية عنه لدى المشاهد أو وسائل الإعلام. بيت الطاعةالمسلسل المصري "خلي بالك من زيزي" تأليف مريم نعوم ومنى الشيمي ومجدي أمين، إخراج كريم الشناوي، وبطولة محمد ممدوح، أمينة خليل، علي قاسم، نهى عابدين، بيومي فؤاد، أسماء جلال، صبري فواز، محمد فراج ، والطفلة ريم عبدالقادر، العمل يحمل "ثيمة" درامية مختلفة لها أبعاد نفسية معقدة بعض الشيء، يبدأ المسلسل بزواج أمينة خليل "زينب" من علي قاسم "هشام عسل" وتتوالي المشاكل بسبب عدم الإنجاب ووجود عقم لدى "زينب" ثم الشجار بينهما الذي ينتهي بهما في المحاكم، ليظهر هنا دور المحامي محمد ممدوح "مراد الفرماوي" الذي رشحته لها اختها فيقترب منها المحامي، لكن الزوج "هشام عسل" يطلب زوجته في "بيت الطاعة" حتى لا يدفع لها المؤخر وتعود له. تستمر الأحداث حتى تلتقي "زينب" بالصدفة بالمحامي عند الطبيب النفسي الذي يعالجها مما يجعلهما يفتحان قلبيهما لبعضهما ويتحدثان عن كل شيء، ثم يتم طلاقها من زوجها وتنشأ علاقة حب بين "زينب" والمحامي لكن فجأة تظهر مشكلة عصبية لدى "زينب" نتيجة حبسها وهي صغيرة في غرفة الغسيل ونفس المشكلة تعاني منها الطفلة ريم عبدالقادر "تيتو" بنت اخت المحامي وينصح الأطباء أن تعيش هذه الطفلة مع "زينب" حتى يستطيعا التعامل مع بعضهما في ظل وجود طاقة زائدة لديهما. العمل فيه أبعاد إنسانية وأزمات نفسية تحتاج من المشاهد الاقتراب من الحلقات بشكل مباشر والتعامل معها بشيء من الصبر. أمينة خليل، محمد ممدوح، علي قاسم والطفلة ريم عبدالقادر هم حجر الزاوية في العمل والملهم الحقيقي للمشاهد، وقد استغل كل من ممدوح وخليل خبرتهما في الإمساك بخيوط العمل بشكل جيد، لكن في كل الأحوال مثل هذه الأعمال تواجه صعوبة في عرضها وسط زحام رمضان، لأنها تحتاج إلى تركيز إذا وضع في الاعتبار أن المحاور الدرامية ليست مباشرة وفيها أبعاد نفسية وإنسانية، واحتاج النص إيضاحات أكثر عله يصل الى الجمهور بشكل أفضل، لكن في كل الأحوال ساهم كل من أمينة خليل ومحمد ممدوح وبعض النجوم المشاركة في عرض المسلسل وقت الذروة على الشاشة، ويبقى أن الحلقات الأخيرة قد تكون طوق النجاة.

مشهد من مسلسل "الناجية الوحيدة"