الناس ينظرون إلى ظاَهِرَك ولا يعرفون باطنك

حوارات

بغَضِّ النَّظر عما يعتقده الانسان داخليًّا عن نفسه، ورغم اعتقاده التام بمعرفته الدقيقة لطبيعة عقله، أو قلبه، أو مشاعره، أو انطباعاته الداخلية، لكن تبقى هذه الاعتقادات خفيّة غالبًا عن عامة الناس.
ومن يهمل في عالم اليوم ما هو عليه مظهره وشكله الخارجي، وما يكشفه ويعكسه هذا المظهر لمن ينظرون إليه، سيستمر يضع نفسه في مواقف ضعف، ربما ستسبب له كثيرًا من المشكلات والاحراجات، وتخلق له أحيانًا معوقات حقيقية تعطّل مسيرة حياته، ومن بعض جوانب المظهر الخارجي للإنسان، والتي سيستلزم عليه الاهتمام بها، نذكر ما يلي:

• المَلبَس: حري بالعاقل أن يحرص كل الحرص على اختيار الملبس الذي يتناسب مع عمره، ومكانته، واحترامه لذاته عند خروجه الى الحياة العامة، لا سيما إذا كان يعيش في مجتمع محافظ وتقليدي، وليكن شعار الانسان في هذا السياق "اِرْتَدِ ما يرتديه عقلاء المجتمع".
  -لغة الجسد: تكشف لغة الجسد الخارجية للفرد مشاعره الداخلية، ولن يتمكّن أحدٌ من إخفاء، أو تصنّع لغة جسد معيّنة لفترة طويلة، فما يوجد في وجدان المرء ويسيطر على عقله، لا بد أن يخرج الى العلن، اليوم أو غدًا، أو بعد غد، أو ينكشف الباطن على يد إنسان آخر بارع في تفسير لغة أجساد الآخرين.
  -طريقة الكلام: كيفية تحدّث الشخص مع الناس في العالم الخارجي تحدّد وتشكّل طبيعة علاقته معهم، وتعاملهم المستقبلي معه، فمن يسعى باستمرار الى اختيار كلماته التي ينطق بها، أو يكتبها، يختار بنفسه كيف على الآخرين أن يتعاملوا معه.
  -التواجد في مكان معيّن في العالم الخارجي: يتوجّب على المرء الأريب أن يتذكّر دائمًا أنه مخيّرٌ وليس مسيّرًا في التواجد في أماكن بذاتها في العالم الخارجي يختار التواجد فيها، فالعاقل على سبيل المثال يبتعد بنفسه عن الأماكن التي يشكّ، ولو قليلاً، بعدم تناسبها مع مكانته.
  -الوقوف على الجانب الخاطئ من التاريخ: سيدرك الانسان كيف يقف على الجانب الصحيح من التاريخ، عندما يلتزم بما يمليه عليه عقله، ويبتعد عمّا تمليه عليه أهواؤه.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

د. خالد عايد الجنفاوي