كتب - عبدالله عثمان ووكالات: أكدت شركة ناقلات النفط الكويتية أن "ناقلات النفط الكويتية تسير بشكل طبيعي ومستعدون لأي طارئ"، مضيفة أن أسطول الشركة البحري لم يتأثر بالحوادث الأخيرة المؤسفة التي وقعت في خليج عمان والمنطقة، ولاسيما الحادث المؤسف الذي تعرضت له ناقلتان بحادثين منفصلين امس. وقالت الشركة في بيان صحافي أمس وفقا لوكالة الأنباء الكويتية إنها اتخذت كل الإجراءات والتدابير الإحترازية الأمنية اللازمة لضمان التشغيل الآمن لأسطولها البحري، لافتة إلى أنها تتابع تلك الحوادث مع الجهات العالمية البحرية المعنية بهذا الشأن.وأوضحت أنها تقوم بدورها على أكمل وجه ولديها أسطول ناقلات نفط وغاز حديث على أعلى مستوى ويتوافق مع مواصفات الصحة والسلامة العالمية.وكانت البحرية الأميركية أعلنت امس الخميس أن ناقلتي نفط اصيبتا بأضرار في حادث وقع بخليج عمان وأنها تقدم المساعدة لهما.وقد قفز سعر خام برنت بأكثر من 4.5% على خلفية حادث خليج عمان، بينما ارتفع الخام الأميركي الخفيف بأكثر من 3%.الى ذلك قال الخبير النفطي محمد الشطي ان اي تاثير مباشر على حركة التجارة من الخليج العربي الي الاسواق المختلفة في العالم سواء في النفط الخام او الغاز او المنتجات البترولية والبتروكيماوية سيؤثر سلبا على استقرار الاسواق وامن الطاقة ويغذي من مخاوف على الإمدادات النفطية في الاسواق وبالتالي يساهم في رفع اسعار النفط .وأضاف الشطي ان تكرار مثل تلك الحوادث يساهم في رفع تاثير العامل الجيوسياسي والامني ويرفع الاسعار، موضحا ان استمرار التحميل وحركه النقل التجاري البحري من الخليج الي الخارج مع وجود تطمينات مع المنتجين تضمن الاريحيه للاسواق وتضمن عدم وجود قفزات في اسعار النفط الي مستويات غير متوقعة.واشار الى ان الاسواق في حاله ترقب في الوقت الراهن عما اذا كانت هناك تكرار لمثل تلك الحوادث مستقبلا ام لا وماهي ردة المجتمع الدولي للحوادث ومن هو وراء الحوادث وهل ستتسع الحوادث او تبقى ضمن حدود ضيقة ولا تؤثر على حركة التجارة مؤكدا ان الاجابة عن تلك الاسئلة وهذه التطورات ستحدد مسار الاسعار.وذكر ان تكرار الحوادث بلاشك يؤثر على اسواق المال في الخليج العربي ووتيره الاستثمار لانه يزيد من المخاوف ولذلك تقع مسؤولية كبيرة على كافة الأطراف والمجتمع الدولي بالتزام الحذر وضبط النفس لمصلحة استقرار وانتعاش المنطقة.
ومن جانبه قال الخبير النفيط الدكتور خالد بودي ان هذا الحادث يرفع مستوى القلق والترقب في أسواق النفط وقد ينتج عنه صعود موقت ومحدود في الأسعار، مضيفا انه عادة تتفاعل الأسواق مع حوادث من هذا النوع وترتفع الأسعار إلى ان تستقر الأوضاع فتعود الأسعار إلى مستوياتها السابقة خاصة إذا لم تتأثر الإمدادات النفطية إلى الأسواق.ولفت د.بودي الى أن تكرار هذه الحوادث يزيد حالة عدم الاطمئنان في الأسواق النفطية لينعكس ذلك على الأسعار حيث ترتفع وتستقر عند مستويات أعلى طالما إستمرت الأوضاع المتوترة.من جانبه، قال المحلل النفطي الدكتور احمد الكوح ان الهجوم على ناقلات النفط في خليج عمان لم يكن الاول بل الثاني من نوعة فى المنطقة حيث تم مهاجمة 4 ناقلات قبل فترة ليست بالبعيدة.واضاف د.الكوح ان العامل الجيوسياسي والامني له اثر كبير على تحريك اسعار النفط لا سيما في اوقات الازمات، مشيرا الى ان تفجير الناقلتين امس ساهم في ارتفاع اسعار النفط الى مستويات بين 3 الى 4 %، بيد ان الكوح عاد واكد ان تلك التاثيرات قد تنتهي مع استقرار الوضع الامني بالمنطقة.وفي سياق متصل قالت مصادر وثيقة الصلة لـ "السياسة" إن القطاع النفطي لديه العديد من الخطط الاحترازية والاجرائية لضمان سلامة وأمن تصدير النفط الكويتي إلى الخارج في ظل التوترات السياسية والأمنية التي تحيط بالمنطقة، مشيرة الى أن القطاع النفطي يملك عددا من التدابير الاحترازية لسير ناقلات النفط الكويتية عبر الخليج العربي وخليج عمان وصولا الى الزبائن والمستهلكين. وقالت المصادر ان مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة تتابع السفن الكويتية والبيانات الرسمية للتعامل وفق مناطق الحوداث.واضافت المصادر أن 90 في المئة من حمولات ناقلات شركة النفط الكويتية تتجه الى الزبائن في دول جنوب شرق اسيا، مؤكدة انه يوجد تقييم يومي للموقف وعلى اساسه يتم اتخاذ التدابير اللازمة لكل ناقلة على حدة، بالاضافة الى وجود خطوط سير بديلة في حال الحاجة لذلك.وكانت وكالة يونيوز أنباء افادت صباح امس بسماع دوي انفجارات متتالية قوية في بحر عمان، قبالة السواحل العُمانية. وأشارت الوكالة إلى وقوع هجوم استهدف ناقلتي نفط عملاقتين محملتين بالخام في بحر عمان.وأكدت ان موانئ باكستان وسلطنة عمان تلقت نداءات استغاثة من ناقلتي النفط، مبينة ان الناقلتين المستهدفتين هما من الناقلات العملاقة التي تحمل النفط الخام من الخليج.ونقلت وكالة "رويترز" أن إحدى الناقلتين كانت ترفع علم جزر مارشال والثانية ترفع علم بنما، وأن النيران اشتعلت في ناقلتي النفط بعد الهجوم، وتم إخلاء ناقلتي النفط من البحارة وطاقمهما في مأمن.ونقلت وكالات أن إحدى السفينتين كانت تبحر من السعودية باتجاه سنغافورة محملة بالميثانول، وانها لا تواجه الغرق ومازالت في مياه خليج عُمان والناقلة الأخرى نرويجية وكانت تحمل النفط من أبوظبي.واكدت إصابة أحد أفراد طاقم الناقلة بإصابة طفيفة وأن الهجوم تسبب في أضرار بالجانب الأيمن من الناقلة وتم انتشال 44 بحارا من ناقلتي النفط المحترقتين، من جهتها أكدت شركة فرنتلاين أن الناقلة فرنت ألتير مازالت مشتعلة بالنيران.من جانبها حذرت مجموعة سلامة بحرية بريطانية من حادث غير محدد التفاصيل في خليج عمان، وفقا لما نقلته أسوشيتد برس.