"النساء والحرب"... اختزلت التاريخ عزفا وغناء

كتب ـ مفرح حجاب:


في ليلة اجتمعت فيها المشاعر على صوت البيانو وهدير صوت الأوبرا عاش الجمهور لحظات مليئة بالدفء، واستعاد شريط الذكريات الى حقبة تاريخية، شعر بها كل من يعيش على كوكب الأرض وهي الحرب العالمية، فضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الاسلامية، وعلى مسرح "مركز اليرموك الثقافي"، أقيمت مساء أول من أمس أمسية فريدة من نوعها بعنوان "النساء والحرب"قدّمها فيريتسا جرموسا وهاريت بوشمان.
تأتي الأمسية بالتزامن مع الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، واستمتع الحضور بقصص الحرب من خلال موسيقى عالمية، مختارة من حقب مختلفة من التاريخ، لينقلنا الى أجواء حملت مزيج من المشاعر وهدير الموسيقى المتنوعة، لكنها تجربة مثيرة للغاية، وحملت الكثير من الإبداع الفني، حيث ثبت للجميع ان الموسيقى لم تحمل فقط المشاعر ورسائل الرومانسية وشجن الأحزان، لكنها لغة مهمة في هذا الكوكب تمحو آثار الحزن وتعيد الأمل والسلام للبشرية، وتجلب الفرحة والبهجة ايضا، فقد بدأت الأمسية بموسيقى "بالحرب التي ستنهي كل الحروب"، وتنتهي بالحرب العالمية الثانية، والتاريخ الحديث، من خلال المنظور النسوي لتلك الخبرات، عوضا عن التفسيرات الذكورية المتعارف عليها للحرب، وذلك من خلال أغنيات الحب والفقد، كما تصادفت الأمسية مع الذكرى المئوية لحركة المطالبة بحقوق المرأة في بريطانيا.
كانت البداية من بقصيدة "الحرب العالمية الأولى"، تبعها أغنية "الجندي"للمؤلف الموسيقي البريطاني جون أيرلاند، عن جندي على وشك الموت، ثم أغنيتا "زوجة الجندي"و"فوكالايز"للمؤلف الموسيقي الروسي سيرجي رخمانينوف.
يبقى في هذه الأمسية لمسات الإبداع التي ظهرت جلية في العزف والغناء، وقد ساهم في ذلك الحضور الكبير الذي ملأ قاعة المسرح، وساهم في حالة من الانسجام، وسط صمت الجمهور من اجل الاستمتاع ببراعة الصوت الأوبرالي، حيث ملأ النغم والشجن المكان، وكأن حال هذه الليلة يقول أن الحروب هي العدو الأول للبشرية جمعاء، حيث حكت الموسيقى الكثير من الحكايات عن الحروب، وأرسلت رسالة حب لكل العالم ولخصت مشاعر النساء حين تدق طبول الحرب، واعادت الى الأذهان العديد من ذكريات الحرب العالمية وانتهت بالأمل والحب من أجل المستقبل.