النصب الإلكتروني؟

زين وشين

لا يمكن ان يدخل العقل، ولا يمكن لنا ان نصدق ان "النصب الالكتروني" يأتي من فراغ، او بالصدفة، او باختيار عشوائي لارقام الهواتف التي يتم الاتصال بها، وتجري عليها عمليات النصب.
فهذا لا يعقل، ولا يصدق نهائيا، لان عملية النصب بحد ذاتها عملية كبيرة منظمة، لا بد من وجود اطراف كثيرة فيها، او الصحيح انها شبكة اجرامية متعددة الاطراف، لا يستبعد ان يشارك فيها موظفون من الجسم المصرفي نفسه، يزودون النصابين بالمعلومات التي تسهل عليهم عملية النصب، وتجعل عميل البنك حسن النية يصدق، ويقع في الشرك!
ملاحظة مهمة تدعونا الى الشك والريبة، عقب كل عملية مصرفية في البنك، الذي فيه حسابك، اذ يأتيك اتصال، او تحويل او "لينك"، او "رابط"، خلفه عملية نصب، قد تقع فيها، وتكون سببا في سحب جميع مدخراتك، ما لم تكن حذرا!
فما هي القصة، ام ان هذه الملاحظة المهمة لا تستحق التدقيق والتحقيق من البنك نفسه، الذي تتعامل معه، خصوصا تلك البنوك الثلاثة في الكويت، من دون ذكر الاسماء، التي اكثر عمليات النصب تجري لعملائها، واذا راجعت البنك، او اشتكيت سرعان ما يخلي البنك مسؤوليته؟
واضح جدا ان الخلل من داخل البنوك نفسها، خصوصا تلك البنوك الثلاثة التي اكثر الكويتيين يتعاملون معها في السحب او الايداع!
لذلك لا بد من تحرك سريع من ادارات تلك البنوك للتحقيق في هذه الظاهرة الاجرامية، التي راح ضحيتها كثير من المواطنين وبالتحديد التحقيق مع موظفي الـ"A.T" داخل تلك البنوك، فقد وصل السيل الزبى، والواجب يفرض على البنوك تكثيف التفتيش الداخلي لوضع حد فاصل لعمليات النصب المستمرة، والتي راح ضحيتها عملاء تلك البنوك.
المعلومة كما هو متوقع تخرج من البنك نفسه الى عصابات النصب، وان يتم القضاء على تلك الظاهرة، ما لم تنظف البنوك نفسها من اطراف يشك بها من العاملين فيها، فهل تستجيب ادارات البنوك لهذا النداء، هذا بالفعل ما نتمناه فقد لحق الضرر مواطنين كثر… زين.

طلال السعيد