الدولية
"النصرة" تهاجم الجيش السوري من "المنزوعة" وتركيا تأمر "فصائلها" بالاستعداد لضرب الأكراد
الخميس 01 نوفمبر 2018
5
السياسة
موسكو، عواصم- وكالات: تدور، منذ فجر أمس، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وإرهابيين هاجموا مواقعه في ريف محافظة إدلب عبر "المنطقة المنزوعة السلاح"، خارقين اتفاق الهدنة الروسي- التركي، حسبما أفاد ناشطون سوريون موالون للحكومة ومعارضون لها، وكذلك "المرصد السوري" المعارض، الناشط من العاصمة البريطانية لندن، الذي كشف، من جانب آخر، أن تركيا تستعدُّ، بالاشتراك مع فصائل مسلحة سورية موالية لها، لإطلاق عملية عسكرية واسعة ضدّ الأكراد في الشمال السوري، في وقت لم يستبعد مراقبون شروع الجيش السوري في هجوم كبير، طالما هدّد بتنفيذه، لاستعادة طريق حلب- دمشق، مُستفيداً من الموقف الروسي المُنتقد لعدم قدرة الجانب التركي على إلزام الفصائل بتطبيق اتفاق الهدنة بشكل فعّال. وقال ناشطون موالون للحكومة السورية: إن القتال احتدم، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، على محوري الكتيبة المهجورة وتل مصيطف غربي بلدة أبوالظهور في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وذلك إثر خرق مسلحين من فصائل مختلفة نظام وقف إطلاق النار، واستهدافهم مواقع الجيش السوري بالقذائف الصاروخية. بدوره، نقل "المرصد" عن ناشطين معارضين أمس، أن مجموعة من مسلحي ما يُسمّى "جيش أبوبكر الصديق" التابع لـ"جبهة النصرة" الإرهابية (فرع تنظيم "القاعدة" في بلاد الشام)، هاجمت مواقع للقوات الحكومية في منطقة وادي المزروعي على محور الكتيبة المهجورة. وأكد "المرصد" أن الاشتباكات العنيفة بين الطرفين استمرت حتى انسحاب الإرهابيين المهاجمين، الذين سمّاهم "جهاديين"، إلى مواقعهم.وتعدّ اشتباكات أمس الأولى داخل "المنطقة المنزوعة السلاح"، التي أقرّها اتفاق روسي- تركي أُبرم في 17 سبتمبر الماضي، بعدما لوحت دمشق بشنّ عملية عسكرية واسعة ضد آخر معاقل الإرهابيين في محافظة إدلب ومحيطها. ونصَّ الاتفاق على سحب كل الأسلحة الثقيلة من المنطقة المحددة، الأمر الذي لم تلتزم به الفصائل المتطرفة المنضوية في تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي المسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب.ويفتح الهجوم الباب أمام احتمالات عدة حول مصير الاتفاق، خصوصاً في ظل وجود عسكري كبير للجيش السوري على تخوم المنطقة المنزوعة السلاح. وفي هذا السياق، نقل موقع قناة "الجديد" اللبنانية عن الخبير العسكري السوري الدكتور محمد كمال الجفا، قوله أمس، إن "الخروقات التي تنفذها الفصائل المتشددة غير المضبوطة من تركيا، قد تفتح الباب أمام الجيش السوري لتنفيذ عملية عسكرية واسعة لاستعادة طريق حلب- دمشق، خصوصاً أن هذه المنطقة تسيطر عليها فصائل رافضة للاتفاق الروسي- التركي". وبحسب الجفا، فإن "الموقف الروسي بات واضحاً حيال الاتفاق، حيث أكدت موسكو أكثر من مرة أن تركيا لم تلتزم الاتفاق بالشكل المطلوب؛ وهذه مؤشرات إلى أن عملاً عسكرياً ينفذه الجيش السوري، قادمٌ لا محالة". من جانب آخر، كشف "المرصد"، في تصريح تناقلته وكالات أنباء أمس، أن تركيا تعدُّ لعملية عسكرية واسعة ضد الأكراد في الشمال السوري، بالاشتراك مع فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة. وقال مدير "المرصد" رامي عبدالرحمن، إن "الاستخابرات التركية طلبت من الفصائل الاستعداد للعملية، على أن يشمل الهجوم مناطق في شرق الفرات، يسيطر عليها المسلحون الأكراد"، موضحاً أن العملية المرتقبة "تشمل توغلاً برّياً"، وتأتي غداة قصف تركي استهدف مواقع لقوات سورية الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد شمالي سورية. تركياً أيضاً، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في خطاب ألقاه في أنقرة أمس: إن "نحو 260 ألف سوري عادوا" إلى منطقة في شمالي سورية، نفذت فيها تركيا العام 2016 عملية عبر الحدود سمّتها "درع الفرات". وعزا الوزير التركي عودة السوريين إلى "أعمال البنية التحتية والأمن والاستقرار" التي حققتها قوات بلاده في المنطقة.