الخميس 19 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
النفط الكويتي ليس سلعة للمزايدة!
play icon
كل الآراء

النفط الكويتي ليس سلعة للمزايدة!

Time
السبت 21 أكتوبر 2023
View
112
حسن علي كرم

حرب الطوفان، او حرب غزة، حتى هذه اللحظة هناك الكثير من الغموض ازاء الوضع في الايام التالية، فالى ان تهدأ المدافع، ويلقى السلاح، هناك ايضاً شروط قد لا يتفق المحاربون على بعضها او كلها.
الحرب لا تزال قائمة والنفوس مملوءة، وكل طرف يحاول ان يسجل انتصار على الاخر.
هناك دول تحاول تهدأ الاوضاع، وعودة كل طرف الى نقطة البداية،لكن ليس هناك نور في الافق.
كلنا نحتاج الى السلام، وجربنا الحروب، وهي ليست جولات سياحية، ولا مغامرات صيد في البراري والصحاري، انها مأساة رعب وخوف، ولجوء.
نحن خلال الغزو جربنا الحرب والارهاب والسهر، والجوع والعطش، لكننا كنا مؤمنون اننا على حق وان النصر لنا.
حرب فلسطين لا تقوم على اساس ارض او اقتناص قطعة منها، انما هناك صراع اديان وحضارات، ومطامع يحركها الخيال الجامح، اليهود لا يقتنعون بارض احتلوها وهجروا اصحاب الارض الاصليين، انما يقولون نحن اصحاب الارض، وهؤلاء محتلون، فكيف يفهم الواحد للاخر؟
الكويت لم تكن بعيدة عن القضية الفلسطينية منذ نشوئها، رغم ما ذاقت من اساءات، لكنها في وضع عليها ان تحافظ على كيانها من مطامع تعصف بها، فمن يلدغه ثعبان يخاف من حبل.
من هنا الكويت تبحث عن اصدقاء والسلام، واستقرار المنطقة، بل استقرار العالم بأسره.
من هنا أيضاً علينا ان نفهم مكاننا، ودورنا، وحجم قدرتنا، اما الدخول في المزايدات والعنتريات والبطولات المزيفة فذلك لا يحقق انتصاراً ولا يرد ارضاً.
اخواننا بعض اعضاء مجلس امتنا هداهم الله، و غالبيتهم من الشباب يخالون انهم يأتون بافكار نابعة من عقولهم، فمنهم من يطالب الحكومة بقطع النفط، وهناك من يطالب وزير الخارجية برفض تسلم اوراق السفيرة الاميركية المعينة حديثاً، وكذلك من يدعو الى حمل السلاح مع الغزاويين، الذين غالبيتهم معروفون بمعاداتهم للكويت، ولا يزالون يترحمون على المجرم صدام حسين، ويتمسحون لتمثاله الذي نصبوه في اكبر ميدان، هناك رغم ان غزة كلها على بعضها بمساحة ضاحية في الكويت.
النفط الكويتي، لا ينبغي ان يكون بضاعة للمزايدة في سوق النفاق، ولا هو رخيص حتى "نكبه" على الارض، ولا الكويتيون عندهم بديلاً عن هذا المصدر الكريم الذي منحنا اياه رب كريم.
وبالتالي فلنشكر الله على نعمائه ليلا ونهارا، وان النعم تحتاج الى الشكر.
ان وضع النفط في مزادات الحروب ليس جديداً ففي كل الحروب العربية كان نفطنا محل المزايدة وعرض البطولات الزائفة، في العدوان الثلاثي على مصر (1956) نزع المرحوم جاسم القطامي بزته العسكرية، ونزل الى الشارع مع ثلة من الشباب يطالبون الحكومة بقطع النفط عن الغرب.
وكان النفط في ذلك الوقت عزيزاً حيث لم يكن في كل البلدان العربية الا ثلاث دول نفطية الكويت والسعودية والعراق والجانب الشرقي من الخليج ايران.
كانت النفط الكويتي اهمية بالغة للغرب وبخاصة المملكة المتحدة، التي كانت تحمي الكويت، وكانت حريصة على النفط الكويتي.
اما اليوم فقد النفط اهميته في عصر الابتكارات والطاقات البديلة، وفي عصر باتت معظم دول المنطقة منتجة للنفط او الغاز، لكن رغم ذلك، فلم نسمع جعجعة وبطولات زائفة بقطع النفط عن الغرب!
إن من يطالب بطرد السفيرة الاميركية ورفض استلام اوراق اعتمادها عليه، ان يتذكر لو لا اميركا لكان الان عتالا في سوق الشورجة في بغداد.
امنحوا الناس مكانتهم المناسبة، اقول لهؤلاء، نواباً ومواطنين، لا ترفعوا انوفكم الى الاعلى اكثر من اللازم، وليس هناك لزوم استعراض عضلات، ولا هذا يجلب لكم مزيداً من الاصوات، ولا المتأسلمين ذوات اللحى والدشاديش الـ"ميني جوب"، سيضمنون لكم الكرسي الاخضر.
واعلموا ان هناك شعب يراقب اعمالكم وينتظر منكم تحقيق الرفاهية، وبناء دولة عصرية، اقول اتركوا المزايدات والبطولات، فلا انتم اسود في الميدان، ولا هؤلاء بحاجة اليكم!
صحافي كويتي

حسن علي كرم

[email protected]

آخر الأخبار