السبت 28 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

النقرس... داء الملوك والفقراء

Time
السبت 07 يوليو 2018
View
5
السياسة
القاهرة – أحمد القعب:

كشفت دراسة بريطانية أعدها باحثون من "جامعة كيل" البريطانية، أجريت على أكثر من 8 آلاف مريض بالنقرس، نشرت نتائجها في دورية "الجمعية الأميركية لتقدم العلوم"، أن عقار "الألوبورينول" أثبت قدرته في تخفيض حمض اليوريك في الجسم، الذي ينتج بواسطة انزيم "أكسيد الزانثين".
عن الدراسة، أسباب الاصابة بالنقرس، كيفية العلاج الطبي والغذائي، أجرت "السياسة"، هذا التحقيق، مع عدد من الخبراء والمتخصصين.
يقول الدكتور خالد عمارة، أستاذ جراحه العظام، كلية طب، جامعة عين شمس: النقرس عبارة عن التهاب مفصلي، يطلق عليه، نكرس، نقرس، داء المفاصل. يصيب الجسم في مناطق المفاصل، الأوتار، الأنسجة، الرسغين، الكاحلين، الركبتين، لكن القدمين تكون الأكثر عرضه له، خصوصاً الأصبع الكبير نتيجة زيادة نسبة حمض اليوريك "أحادي الصوديوم"، بعد فشل الكلى في التخلص منه تماما، فيترسب بالدم والأنسجة، مكونا بلورات، تتراكم في المفاصل، مسببة آلاما شديدة بأحد الأطراف، يسمى النقرس الأحادي، قد يصيب العديد من الأماكن بالجسم، هنا يسمى بالنقرس المتعدد. ورغم أنه مرض بسيط وسهل علاجه، الا أن مخاطرة كبيرة، اذ يمكنه أن يسبب كثيرا من المضاعفات، تصل لحد الفشل الكلوي، نتيجة فشل الكلى في تنقية الجسم من الحمض، علاوة على قدرته في التغلب على المناعة الطبيعية للجسم، ما يسمح بانتشاره في الجسم، ما يجعله أكثر عرضة للأمراض الفيروسية، الميكروبية، الهجمات الخارجية، التي تؤدي إلى تدهور صحي، يصل إلى الموت.
يضيف : من بين أعراض المرض، الشعور بآلام حادة في المفاصل، ارتفاع درجة حرارة تلك الأماكن، احمرار دائم بها، نوبات من الألم متواصلة أو على فترات لعدة أيام، بل أسابيع، مع وجود صعوبة حركة في المناطق المصابة، كما يظهر في بعض الأحيان تقشر للجلد بتلك الأماكن. لافتا إلى أن سبب الاصابة به قد يكون نتيجة تناول لحوم حمراء بشكل مستمر، ضرر حدث بالمفصل بسبب تدخل جراحي، حادثة، عدوى خارجية، جفاف المفاصل من السوائل، مشكلات بالدم، ضعف أداء وتدهور الكلي، ضعف وحساسية الجسم في مقاومة تزايد نسبه اليوريك به.
يتابع : من الأخطاء التي يقع فيها الطبيب قليل الخبرة، اعطاء المريض كمية كبيرة من الوبيورينول أو الكورتيزون لتقليل نسبة حمض اليوريك "يوريك أسيد"، لأن الصواب هنا أن ينصح المريض قبل تناول المسكنات بتناول الأطعمة التي تحتوي على ألياف للتخفيض من الحمض، لأن الافراط في تلك الادوية يسبب مضاعفات خطيرة جدا، تصل أحيانا لاصابة الخلايا بالجذور الحرة ومن ثم السرطان. وقد أكدت بعض الأبحاث الحديثة أن أهم الحلول للوقاية من المرض تكمن في التخلص من السمنة، لأنها وكر الأوبئة والأمراض الداخلية للجسم، كما أن الدهون وزيادة نسبة الكوليسترول الضار لا يساعد وحسب في زيادة اليوريك، بل يؤثر على الدورة الدموية بما يساعد في تصلب الشرايين والأوردة، يصل الأمر للذبحات الصدرية، الأزمات القلبية، السكتات الدماغية أيضًا، لذا على المريض تناول أطعمة تحتوي على كميات مناسبة من الألياف، البعد عن "المسبك" قدر الامكان، مع تناول الخضروات والفاكهة بكميات أكبر من اللحوم.
يضيف : يجب أيضا أن يعيد المريض نمط حياته حركيا وغذائيا، مع تناول كميات مناسبة جدا من مسكنات الألم دون الافراط فيها، الحصول على راحة مؤقتة، ما يؤدي إلى الشفاء خلال أيام، مع مراعاة عدم العودة للنمط القديم حتى لا ترتفع نسبة الحمض مرة اخري، يجب كذلك ضبط مستوى ضغط الدم خصوصاً المرتفع، لتحاشي المرض وعلاجه، كما يجب ضبط مستوى السكر، استنشاق الهواء النقي لأنه ينعش الجسم.

تدهور الكلى
يؤكد الدكتور عمرو حسن، استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية، أن تدهور الكلى يمكنه أن يسبب النقرس، لذلك يجب الابقاء على الكليتين في نشاط دائم لمنع مرور وترسب الحمض بالجسم دون فلترة، من ثم طرده للخارج، وهذا يتطلب من المريض أن يحرص على تناول الكثير من السوائل، الأطعمة الغنية بالألياف، عصائر الأوراق الخضراء، مراجعة الطبيب دوريا. مع العلم بأن الاستخدام المفرط لمدرات البول، يعد أحد أسباب تدهور أداء الكلى لأنه قد يسبب مشكلات كبيرة جدا، تؤدي إلى ضعف مناعة الجسم ومقاومته لارتفاع نسب أية احماض تخل بأداء ووظائف الكلي، كما أن تلك الأحماض تكتسب مناعة ضد التنقية، مثلها مثل الفيروسات، التي استعمل معها نفس الدواء، دون تطوير، فتكتسب مناعة ضد تأثير هذا الدواء.
يضيف : تعد المسكنات أيضا أحد أسباب الاصابة، لأنها تزيد من افراز حمض اليوريك بالجسم، ما يسبب فشلا بوظائف الكلي، بالتالي يزيد حمض اليوريك، الذي يترسب مسببا النقرس، تكون الحصوات، تدهور العظام، اضطرابات بالنخاع الشوكب، ارتفاع السكر، لتجنب هذه المضاعفات يجب الحفاظ أداء الكليتين، الغدة الدرقية، ظائف الدم وأجهزته، تقوية المناعة، تجنب الحموضة، التسمم.

الرياضة شفاء
يقول الدكتور تامر بهنسي، أستاذ العلاج الطبيعي، أن النقرس مرض لا يستدعي القلق حيث يمكن التغلب عليه خلال يومين، من خلال ممارسة الرياضة، ولنا في قول رسولنا الكريم، صلي الله عليه وسلم العظة ’ "علموا أبناءكم السباحة والرمي والمرأة المغزل"، فالسباحة والرمي من الرياضات العضلية التي سرعان ما تنشط العضلات، تجدد من كريات الدم الحمراء، تساعد في اتمام الدورة الدموية بشكل صحي. مشيرا إلى أنه اذا كان من يعاني من المرض بقدميه يجد صعوبة في الركض، يمكنه الاكتفاء بالمشي داخل المنزل، المشي صباحا في الهواء النقي، أداء حركات موضعية أثناء الجلوس، ثني الأطراف، خصوصاً القدمين، للأعلى وللأسفل، تحريك الأصابع لتسمح بمرور الدم عبر الأطراف.
يتابع : يجب عمل تمارين متتابعة للتحفيز من عمليات الادرار بشكل سريع، أي عدم التوقف أثناء البرنامج الرياضي، لأن ذلك من شأنه المساهمة في ترسب الحمض مرة أخرى، بالتالي لابد من استمرار البرنامج الرياضي لمدة نصف ساعة على الأقل مرتين أو ثلاث مرات يوميا، بما يسمح بتنشيط الكلي، الذي يسمح بفلترة الدم، اخراج السموم والأحماض الضارة للجهاز البولي من الجسم. لافتا إلى أن الراحة في السرير، الجلوس لفترات طويلة بالعمل والبيت، أحد أهم أسباب الاصابة، لذا يجب على كل عامل، موظف، ربة منزل، عمل التمارين لربع ساعة كل فترة لمنع الاصابة بالمرض.

أطعمة غير صحية
يؤكد الدكتور أحمد دياب، استشاري التغذية العلاجية، أن الطعام غير الصحي، الاقتصار على أنواع معينة من الأطعمة، خصوصاً اللحوم الحمراء، الأطعمة الجاهزة حاوية الكوليسترول الضار، تعد من الأسباب الرئيسية للاصابة بالنقرس، لذا فمقولة "داء الملوك"، لم تأت من فراغ، باعتبار أن اللحوم اغلي الأطعمة، كما أن أكثر المصابين به من الأغنياء ماديا، ولأن لكل قاعدة استثناء، فهناك بعض الاشخاص لديهم مناعتهم، قدرتهم على تحمل كميات كبيرة من حمض اليوريك، أكثر من الفقراء، الذين لديهم حساسية عالية من ذلك الحمض، ما يعني تعرض هذا الشخص للاصابة بشكل أسرع من الغني، بسبب طبيعة الجسم.
يضيف : يمكن تجنب المرض بتجنب شرب الكحوليات، المسكرات، التدخين، المياه الغازية، السوائل المحلاة بالمواد المسكرة، اللحوم الحمراء، يمكن تعويض ذلك بأغذية تقلل من الحمض، التي تحتوي على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة والفيتامينات، مثل، فيتامين ج، "البرتقال، اليوسفي، الليمون، الجوافة"، شرب كميات كبيرة من الماء، اما استخدام الادوية فانها تعالج المرض، لكنها تسبب أضرارا جانبية، عكس العلاج الطبيعي والعشبي، الذي كثيرًا ما يحقق مردودا ايجابيا، دون اعراض جانبية او مشكلات صحية تؤثر على الجسم. كما يجب على المريض الاقلال من تناول الاطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات المكررة، التي تتواجد بالخبز الفينو، الخبز الأبيض، السكريات بأنواعها، العصائر الثقيلة، استبدالها بالسلطة الخضراء المبشورة، الجرجير، الفجل، الخيار، الجزر، الخبز البلدي "الأسود"، البليلة، أي الاعتماد على الحبوب الكاملة للحصول على الكربوهيدرات المعقدة وليست المكررة.
يتابع: تساعد أيضا بعض الأطعمة على التخلص من اليوريك تمامًا، مثل، المكسرات، الفواكه، بذور الكتان، الشوفان، الكركم، الكركدية، القرفة، القهوة، الغريب فروت، الألبان، الكرفس، عصير الكرفس، فجميعها يعمل على منع تراكم الحمض، التقليل من أضرار المرض، مع الابتعاد عن تناول التونة، البسلة، البروكلي، القرنبيط، الكرنب، الماكريل، العدس، البلطي، الجمبري، لحوم العجول الحمراء، الفول، السبانخ، الدهون المشبعة، البيض، السردين، الفطر، الدقيق المكرر الأبيض.

وصفات شعبية لعلاج المرض

مغلي قشر التفاح
- يغلي ما مقداره ملعقة كبيرة من قشر التفاح الناضج في كوب ماء حتى درجة الغليان.
- يترك ليغلي مدة دقيقة.
- يصفي، يقلب، يغطي.
- يشرب من هذا المغلي من 3 إلى 6 أكواب يوميا بمعدل ثلاثة بعد الوجبات وثلاثة بين هذه الوجبات اخرها عند الخلود إلى النوم.

خل التفاح
مزيج مقدار ملعقة من خل التفاح الخام في كوب من الماء.
- يشرب مرتين إلى ثلاث مرات يوميا.
- يمكن زيادة جرعة خل التفاح لتصل إلى ملعقتين.

عصير الليمون
- مزج عصير الليمون مع نصف ملعقة صغيرة من صودا الخبز.
- تترك لبضع ثواني حتى يتوقف الفوران ثم تمزج في كوب من الماء.
- يشرب على الفور.
- اضافة عصير نصف ليمونة على كوب من الماء، يشرب منه ثلاث مرات في اليوم.

الفلفل الأحمر والخل
تغلي ملعقة صغيرة من الفلفل الأحمر المطحون في كوب من الخل.
- يخفف المزيج بكوب من الماء.
- تدهن منطقة الألم في حال الشعور به.

الماء
شرب كميات كبيرة من الماء يومياً لتساعد في طرد الكميات الزائدة من حمض اليوريا، لمنعها من التراكم في المفاصل.
- شرب 16 كوب من الماء يومياً بمجرد ظهور أعراض الاصابة بمرض النقرس
- بعد عام واحد يمكن تقليص الكمية إلى 8-12 كوب في اليوم حسب الحالة.
- من الضروري شرب الماء المقطر أو الماء الخالي من النترات
ملحوظة:
أنواع الماء العادية والمعدنية – بما فيها مياه الينابيع المعبأة- تحتوي على المعادن التي قد تترسب على جدران الأوعية الدموية مسببة تصلب المفاصل.

الموز
- أكل موزتين يوميا
- اضافة موزة ناضجة واحدة إلى نصف كوب من اللبن الزبادي
آخر الأخبار