"النهضة" تحرض الشارع التونسي على النيل من السبسي

تونس - وكالات: اتُهمت حركة النهضة في تونس بالوقوف وراء خروج رجال دين وأئمة في مظاهرة للاحتجاج على قانون المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، الذي اقترحه الرئيس الباجي قايد السبسي، ويتوقع أن يصادق عليه البرلمان في الأيام المقبلة. واعتبر مراقبون أن "المجموعة التي خرجت السبت الماضي، للدعوة إلى إسقاط قانون المساواة في الميراث، هم أطراف من حركة النهضة يمثلون الجهاز الدعوي لها، والشعارات التي تم رفعها، كانت موجهة للنيل من السبسي وتخويف وترويع الشارع من مبادرته".
وقال الأئمة المناهضون للقانون في مسيرتهم الاحتجاجية، إن قانون المساواة، الذي اقترحه السبسي "يهدد وحدة المجتمع التونسي وتماسكه، ويساهم في تفكيك الأسرة، كما يمثل "اعتداء على أحكام الله القطعية التي لا تقبل الاجتهاد، ويعتبر خرقاً للدستور".
من جهته، اعتبر المحلل السياسي باسل ترجمان أن التحركات الأخيرة لأذرع حركة "النهضة" ، ولجوئها إلى استخدام الدين لتحريض التونسيين على مبادرة السبسي، هي محاولة أخيرة لإسقاط قانون المساواة في الميراث، وسعي للإساءة لصورة الرئيس، الذي عرى حقيقتها بهذا القانون وأربكها خارجياً وداخلياً.
وأوضح أن "السبسي وضع النهضة في ورطة" بسبب هذا القانون، لتصبح بين خيارين إما أن تخسر الغطاء الدولي الذي أعطته ضمانات والتزامات بحماية الحريات وإما أن تخسر قاعدتها الشعبية التي انتخبتها كونها حزباً دينياً، مشيراً إلى أن هذا القانون كشف "تنكر الحركة لوعودها بالفصل بين الدعوي والسياسي، مقابل استمرار تمسكها بالخطاب الرجعي".
وينتظر أن يتم عرض قانون المساواة في الميراث الذي صادق عليه مجلس الوزراء في نوفمبر عام 2018، للنقاش في البرلمان في الأشهر المقبلة، وسط توقعات بأن يتم تمريره ليصبح بذلك قانوناً ساري المفعول.