"النهوض من الرماد"... الفنون التركية في خدمة الإنسان

كتب - جمال بخيت:


قدمت قاعة بوشهري للفنون، بالتعاون مع سفارة تركيا في الكويت، معرضا فنيا بعنوان "النهوض من الرماد 2023"، استجابة للزلزال الكارثي الذي ضرب جنوب ووسط تركيا وشمال وغرب سورية في 6 فبراير 2023.
ونتج عن هذا الزلزال المدمّر، الذي بلغت قوته 7٫8 ميغاواط متبوعا بقوة 7.7 ميغاواط، مستوى غير مسبوق من الاضرار عبر منطقة مترامية الاطراف، تبلغ نحو 350 الف كيلو متر مربع، فقد تضرر ما يقدر بـ 14 مليون شخص، كما اصبح ما يقرب من 1.5 مليون شخص بلا مأوى، ولقد وضعت هذه الكارث نفسها على انها اكثر الزلازل ضررا في تركيا وتاريخ سورية الحديث.
ومن المقرر ان يستمر المعرض الى 31 مايو 2023، ويعـرض اعمـال فنانيـن اتـراك بـارزين سيكون بمثابة منارة للوحدة، واعادة البناء، ما يسلط الضوء على قوة الفن في تعزيز التعافي والقدرة على الصمود.
ويهدف المعرض الى تحويل الرواية من قصة دمار، الى قصة امل وصمود، في محاولة لتقديم الاغاثة المباشرة، وستذهب عائدات بيع الاعمال الفنية، نحو بناء منازل للضحايا، الذين شردتهم الكارثة.
فالاخبار تطالعنا بين الحين والاخر، بانباء عن وقوع هزات ارضية في منطقة ما على كوكبنا الارضي، وفي الغالب لا تثير اهتمامنا، لعدم تأثيرها الكبير، لكن عندما تشتد هذه الهزات لتصبح زلازلا وتأتي بكوارث، ولا يمكن التكهن بما تخلفه من اهوال واحداث كوارث مدمرة، فانها تثير فينا الخوف والهلع لفداحة خسائرها، وتظل عالقة لزمن ليس بالقصير في أذهاننا، واكبر الامثلة على ذلك الزلزال المروع والكارثي الذي ضرب كل من تركيا وسورية مخلفا الاف القتلى والمصابين، ودمرت مراكز بشرية بكاملها، اضافة لنتائجها وتبعاتها التدميرية الهائلة للثروة الاقتصادية والبنية التحتية والحضرية.
من هنا برزت حالة متنامية من التضامن الانساني، لتصبح واجب الجميع دون استثناء، وتوفير كل سبل التعاون لدرء تلك التداعيات، التي سببتها تلك الكارثة الطبيعية، وتغلبيا للابعاد الانسانية وواجبات التضامن، وتوفير كل سبل التعاون في مثل هذه الظروف.
فقد انبرت كوكبة من الفنانين التشكيليين الاتراك - 20 فنانا - بتحملهم المسؤولية، والمساهمة في ايجاد بعض الحلول التخفيفية البسيطة، بتنظيم معرضا لإنتاجهم التشكيلي، ليعود ريعه لمتضرري الزلزال لتخفيف معاناتهم، وثمّنت قاعة بوشهري للفنون دور هؤلاء الفنانين بتقديمهم مثل تلك الاعمال الانسانية التطوعية وتشجيعهم على نشر هذه الثقافة الإنسانية.