الأحد 29 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
النواب …" خبز خبزتيه يا الرفلة اكليه"
play icon
كل الآراء

النواب …" خبز خبزتيه يا الرفلة اكليه"

Time
الأربعاء 23 أغسطس 2023
View
248
سالم الواوان

الزبدة

هل يمكن ان يستوعب النواب الاشارات الصادرة من الحكومة، وكيف ستؤثر مستقبلا عليهم، فلماذا لم يعمل النواب على تحقيق حتى لو 10 في المئة من برامجهم الانتخابية التي انتخبهم الناس على اساسها، وما كانوا اعطوا "الخيط والمخيط" للحكومة، التي حققت بعض اهدافها على حسابهم؟
في هذه المرحلة يدرك الجميع ان العطلة البرلمانية هي نوع من التأمل النيابي وفي الوقت نفسه هي فرصة للحكومة لكي تمرر ما تريد.
هذه المعادلة اثبتت في السابق جدواها، بينما كانت كل قراراتها تهدف الى اضعاف النواب والسلطة التشريعية، ولهذا ما جرى في دور الانعقاد الماضي يبرهن ان النواب بدأوا يشعرون بالضعف، لهذا بدأوا يهددون في استجوابات وتوجيه اسئلة الى عدد من الوزراء، التي يبدو ان ظاهرها ممارسة نيابية، اما جوهرها فهي لرفع العتب امام الناخبين، ولن تكون قادرة على تغيير الاسلوب الذي تعمل به الحكومة حاليا.
ان ترسانة الاسئلة الموجهة الى عدد من الوزراء، اذا كانت هناك سلطة تشريعية قوية وقادرة على الرقابة الفعلية، فان هذه الاسئلة تدفع الى استقالة بعض الوزراء، بل مجلس الوزراء كله، لكن نقولها بصراحة: ان مئات الاسئلة التي وجهت الى الوزراء في العشرين سنة الماضية، خصوصا في العطل بالبرلمانية، كان مصيرها الادراج والاهمال، فيما بعضها قدم خلال ادوار الانعقاد الماضية اكن الهدف منه عقد صفقة بين النائب والوزير، ايا كان الوزير، ولهذا لن يعول الكويتيون كثيرا على الاسئلة الموجهة للوزراء.
كما ان هناك ما يمكن اعتباره توزيع ادوار لرفع الوزراء شعبيتهم في الشارع، منها على سبيل المثال تفرغ وزير النفط لادارة وزارة المالية، علما ان هاتين الوزارتين لا يمكن ان تكونا في عهدة وزير واحد لما لهما من مسؤوليات تنفيذية كبيرة، وجسيمة، خصوصا وزارة المالية التي تحتاج الى وزير متفرغ.
هنك الكثير ما يستدعي توسيع الحكومة، كما لابد من اعادة النظر بعدد النواب، وهذا لن يكون متاحا اقله في العشر سنوات المقبلة، لان السلطة التنفيذية تستفيد من قلة عدد النواب للسيطرة عليهم.
امام هذا الواقع، وما نشهده من ممارسات نيابية "نتنة" لا ترقى الى طموحات وامال المجتمع، فان الحال لن تتغير مما عليه، كما هي عادة العرب دائما "كله عن العرب صابون"، و"الوجه الذي تعرفه افضل مما تتعرف عليه"، لذلك يعول النائب ذاته على استمرار الحياة، وان ذهنية الناخب لم تتغير وهي كما في السابق.
هذا الواقع ربما يتبدل مع الاحداث، وما يشهده دور الانعقاد المقبل، وكيف سيعمل النواب لمواجهة العادات السياسية السيئة التي جعلت الكويت في هذا الوضع المترهل؟
ولكن لان الكتاب يقرأ من عنوانه فان الاقتراح بعدم انتقاد النائب، يجعلنا نقول للنواب: "خبز خبزتيه يا الرفلة إكليه".
صحافي كويتي

سالم الواوان

[email protected]

آخر الأخبار