الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

النواب والحكومة في مركب ثقة الشعب

Time
الأربعاء 14 يونيو 2023
View
8
السياسة
نافع حوري الظفيري

ايا كانت مخرجات الانتخابات، ومهما كان العدد الذي حضر في ديوان النائب محمد هايف، الا ان العبرة تبقى بالممارسة في مجلس الامة، والنتائج التي تنتظرها الكويت في الفصل النشريعي الجديد، وهل يمكن الخروج من المأزق الذي تسببت به المجالس السابقة، والحكومات المتعاقبة، وهل ما توافق النواب عليه في ذلك الاجتماع التاريخي بكل المقاييس سيكون فعلا من اجل الكويت؟
يسجل للنائب محمد هايف انه تبنى الدعوة الى الاجتماع، كما يسجل للنـواب الـ47 الذين حضـروها هذه البادرة الجيدة، فقد قال تعالى: "إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّـفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِـهِ إِخْوَانًا"، لكن عليهم الاعتصام بحبل الله كي يعملوا بمبدأ على قلب رجل واحد، لا ان تذهب ريحهـم مع بدء دور الانعقاد الاول، ونعود الى الصراعات التي تسببت بكل الازمات التي شهدتها الكويت في السنوات الاخيرة، لان المطلوب هو التنمية والنهوض بالكويت، والعمل على تخليصها من تبعات سيئة تركتها الممارسات السابقة.
المتوقع بعد توافق النواب على الخطوط العريضة في اجتماع ديوانية النائب محمد هايف ترجمة كل هذا الى قوانين ومشاريع، وكيف تخدم الكويت، كما عليهم ان يكونوا عند حسن ظن الناس، خصوصا في ما يتعلق بالقضايا الكبرى، اكان تنويع مصادر الدخل، وهي الاهم، او رفع مستوى معيشة المواطن والسعي الى معالجة المشكلات الانمائية، والبنية التحتية، وتشريع القوانين التي تعطلت في المجالس السابقة، والازدحام المروري والتركيبة السكانية والمدن الاسكانية وتطوير التعليم والصحة.
ان هذه الملفات لا يمكن ان تنتظر الكثير من الوقت، لانها تكلف الدولة الكثير من المال والوقت، وتزيد من الفساد الذي استشرى في السنوات الماضية، بالاضافة الى برنامج عمل حكومة عملي، وليس مجرد شعارات، وبطبيعة الحال كل هذا مرهون بمدى التعاون بين السلطتين، التشريعية والتنفيذية، والاهم تعاون النواب مع بعضهم بعضا.
لقد منح الشعب ثقته للنواب، وبعضهم وضع برامج قريبة مما يطالب به الناس، ولهذا عليهم الا يخيبوا تلك الثقة، فتشكيل اللجان ومكتب المجلس، وانتخاب الرئيس، هي من صلب عملهم، لكن ما يعول عليه هو الانتاج التشريعي، والرقابة الصارمة، وان يسمعوا جيدا صوت الشعب، اذ لا يعقل منذ العام 2012 جرت سبع انتخابات، ولم تسفر عن تغيير كبير في المرات الست السابقة، بل كل مرة كانت تدفع الى حل المجلس او ابطاله.
لهذا فالامتحان كبير اليوم امام السلطتين، كي تعملا على اخراج البلاد من الازمة، وهذا لا يكون الا عبر الاخذ بالعبر من الدروس الماضية، وعدم العودة الى السيناريو ذاته، فمن الجنون تكرار الافعال ذاتها كل مرة، ومن الحماقة الاعتماد على ان الشعب ينسى، فقد قال الاديب الاميركي الساخر مارك توين: "افعل الشيء الصحيح فان ذلك سوف يجعل البعض ممتناً بينما يندهش الباقون"، فالناس تذكر الافعال الحسنة للشخص، بينما تنسى اقواله، ولهذا قال ايضا: "لقد من الله علينا بثلاث في هذا البلد : حرية التعبير وحرية التفكير، و المقدرة على عدم تطبيق أي منهما"، وهو للاسف ما يقع به الكثير من النواب.
لهذا اليوم الشعب يراهن على النخبة التي اختارها، فهل تكون عند حسن ظنه، وهل تدرك الحكومة العتيدة ايضا انها تخضع للامتحان نفسه الذي يخضع له النواب؟

محام وكاتب كويتي

[email protected]
آخر الأخبار