النيباري يلحق برفيقه الخطيب

د.حمود الحطاب

أقوى الشخصيات السياسية الفاعلة في دولة الكويت ضد الفساد والفاسدين؛ ضد الحرامية كما يسميهم الخطيب هم الدكتور المرحوم أحمد الخطيب؛ ومن لا يعرف هذا الرجل الذي كان يهز منابر السياسة ويقض مضاجع الحرامية واللصوص؛ وقد غادرنا قبل ايام قلائل الى ربه وخالقه؛ والدكتور عبدالله محمد عبد الرحمن النيباري أحد مؤسسي المنبر الديمقراطي في الكويت؛ والاستاذ راشد الفرحان والاستاذ سامي المنيس والدكتور أحمد الربعي كما كان المرحوم عبدالله العلي المطوع أحد أهم أعمدة التيار الاسلامي السياسي في التصدي لقضايا الفساد السياسي والقيمي ـ رحم الله ـ الجميع بواسع رحمته.
ترشح المرحوم النيباري في انتخابات مجلس الأمة عام1967 ولم يوفق في تلك الانتخابات وقد قيل إن الانتخابات تلك لم تكن نزيهة وسعت لاسقاط بعض العناصر الوطنية ؛ كما حصل النيباري على المرتبة السادسة؛ وترشح في انتخابات الدائرة السادسة وفاز فيها، كما فاز في انتخابات عدة بعدها ولامجال لسرد الانتخابات التي خاضها هذا الرجل الوطني الفذ؛ وبسبب صراحته ومتابعته للصوص المال العام وتصديه للفاسدين السياسيين وناهبي المال العام تعرض المرحوم عبدالله النيباري لمحاولة اغتيال بينما كان يقود سيارته وكانت زوجته الناشطة السياسية فريال الفريح بصحبته وقد اصيبا اصابات متنوعة وكانت اصابة النيباري بليغة ظل اثرها معه.
تمت معرفة الجناة ومحاكمتهم وسجن بعضهم بالمؤبد؛ وقد كان للنيباري ـ رحمه الله ـ الدور البارز في تأميم شركات النفط في الكويت واصدار قانون بذلك وساهم خلال مسيرته في تأسيس "المنبر الديمقراطي" الكويتي بعد تحرير الكويت مباشرة، في مارس من عام 1991، الذي تزعمه طوال العقد الماضي، كما قام بتأسيس عدد من جمعيات النفع العام، منها الجمعية الاقتصادية الكويتية، والجمعية الكويتية للدفاع عن المال العام، وجمعية حقوق الإنسان، وجمعية الخريجين.
وكان النيباري قيادياً في حركة القوميين العرب التي ساهمت في محطات رئيسية من تاريخ الكويت السياسي من منتصف القرن الماضي وحتى أواخره وأسهم في تأسيس وترؤس تحرير صحيفة "الطليعة" حتى بات ناطقًا رسميًا باسمها وباسم "المنبر الديمقراطي" الكويتي لاحقاً.
كان النيباري ناشطاً في العمل السياسي طوال مسيرته، وحتى بعد خروجه من مجلس الأمة، واعتزاله العمل البرلماني، وإلى السنوات الأخيرة قبل وفاته، قبل أن يضطره المرض أخيراً إلى الانقطاع.
وقد اعلن السيد بندر الخيران رئيس اللجنة الرئيسية في المنبر الديمقراطي الحر عن وفاته اثناء حفل تأبين صديقه الدكتور أحمد الخطيب وتم الغاء الاحتفال فجأة بسبب ورود هذا النبأ المفجع للشارع الكويتي بأكمله، وهكذا يظل الشرفاء من اي اتجاه.
كان النيباري رمزا للأمانة والشرف الرفيع والدفاع عن الحق حيثما كان كل من موقعه. وقد تعرفت الدكتور النيباري شخصيا في لقاءات ثقافية وسياسية وكنت اتابع باهتمام بالغ نشاط الاخوة الخطيب والنيباري والربعي في مختلف المجالات.

كاتب كويتي
[email protected]