النَزْعة اللُّصُوصِيَّة… الأعراض والأسباب

حوارات

كما توجد نزعة إنسانية رحيمة في بعض المجتمعات للتعامل "الإنساني" مع الآخرين، ينتشر أحيانًا ميل سلوكي ونفسي شبه فطري نحو ممارسة السلوكيات اللصوصية، وهو يأخذ شكل أعراض اجتماعية وفردية محددة، لها أسباب اجتماعية وفردية معينة، نذكر منها ما يلي:
-أعراض انتشار النزعة اللُّصُوصِيَّة في المجتمع: تظهر أعراض السلوك اللّصوصي في بعض المجتمعات، لا سيما في الحياة الخاصة لبعض أعضائها على شكل شهيّة شبه بهيمية نحو السرقة بعامو، وبخاصة في غلبة تصرّفات الخلسة والاختلاس، لا سيما اختلاس النظر تجاه ما هو محرّم على المرء النظر إليه، واختلاس أموال المؤسسات العامة.
ومن بعض أعراض شيوع النزعة اللصوصية في الحياة الشخصية الخاصة في بعض المجتمعات انتشار ممارسات الغش التجاري، والتزوير، بكل أشكاله وأنواعه، وطغيان التصرّفات اللّصوصية التي يتجسّد بعضها في ندرة الإخلاص في القول والعمل، وكثرة الكذب والحذلقة اللفظية بهدف التلاعب والاستغلال، والنفاق، والتملّق، وتحوّلها عناوين بارزة للتفاعلات الفردية- الفردية في المجتمع.
وتكلّف المظاهر العلنية للتديّن الشديد، وتناقض الأقوال والتصرّفات الشخصية في السرّ مع القيم والمبادئ الأخلاقية الدينية السويّة.
وربما شيوع جريمة نشل المحافظ في الأسواق والأماكن العامة، وتزوير الشهادات، وشهادة الزور مقابل مبالغ زهيدة، والقسوة البهيمية تجاه الحيوان والانسان الآخر الضعيف.
ومن أبرز أعراض انتشار النزعة اللُّصُوصِيَّة في أي مجتمع تخوين الأمين واِئتمان اللّص.
-أسباب اِنتشار النزعة اللُّصُوصِيَّة في المجتمع: يتسبب ضعف ثقافة الكفاءة، والجدارة في البيئة الاجتماعية في غلبة سوء الإدارة بعامة، ما يؤدي حتمًا الى فتح ثغرات غير قانونية لممارسة السلوكيات اللّصوصية، وبسبب عدم وجود مكافحة مؤسسية جادة لظاهرة تزوير المؤهلات والشهادات العلمية.
وبسبب اختلال البوصلة الأخلاقية لضعف ثقافة التوافق الأخلاقي الاجتماعي جراء طغيان أصوات الخطابات القبلية، والعنصرية، والطائفية، والفئوية، والطبقية المتعصّبة على حساب الوحدة الوطنية.
وبسبب ضعف ثقافة تحرّي الرزق الحلال، وشيوع مظاهر التديّن المزيّف وضعف الايمان، وتصنّع السلوكيات المدنية الكاذبة.
وأخيرًا، بسبب التطبّع السلبي على اللُّصُوصِيَّة نتيجة للتأثير المعدي لسلوكيات أجنبية دخيلة على المجتمع الوطني.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi