الأحد 29 سبتمبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
النّاضِج فِكْرِيًّا في الْبِيئَة غَيْر النَاضِجَة
play icon
كل الآراء

النّاضِج فِكْرِيًّا في الْبِيئَة غَيْر النَاضِجَة

Time
الأحد 20 أغسطس 2023
View
83
د. خالد عايد الجنفاوي

حوارات

يحدث أحيانًا أن يعيش الإنسان النّاضِج فِكْرِيًّا في بيئة اجتماعية يكثر فيها عدد القوم البالغين عمريًّا، وغير الناضجين فكريًّا، حيث تشيع فيها سلوكيات الطيش، والحمق، والجهل، والغوغائية، والصخب والهياط والتطبيل.
وتعلو فيها أصوات الارتزاق الرخيص على الأصوات العقلانية، وذلك بسبب قلّة خيارات النّاضِج فِكْرِيًّا للخروج من البيئة المضطربة فكريا، ربما بسبب التزامه الأخلاقي تجاه من يهمه أمرهم.
ومن بعض التحدّيات التي يمكن أن يتعرّض لها النّاضْج فِكْرِيًّا في البيئة الفجّة التي تكثر فيها مظاهر وظواهر التخلّف الفكري والفوضى السلوكية، وبعض وسائل حفاظ النّاضْج على عقلانيته، نذكر ما يلي:
-البيئة غير الناضجة فكريًّا والتبعية السلبية: تتصف البيئة الرجعية فكريًّا بشيوع التبعية القبلية، والطائفية، والفئوية التميزيّة العمياء على حساب المواطنة الحقّة، لا سيما تلك التبعية السلبية للقبيلة، والطائفة، والفئة الطبقية على حساب الاستقلالية الفكرية.
-تحدّيات البيئة غير الناضجة وتلويث عقلانية النّاضْج فِكْرِيًّا: يضطر الأريب الناضج فكريًّا للتعامل أحيانًا مع أشخاص بالغين عمريًّا، لكنهم يعانون من ضيق الأفق ومن محدودية تفكيرهم، مما يضعه في مواقف صعبة، ربما سترغمه بين الحين والآخر على تجاهل بعض ما يمليه عليه عقله المتّزن، وربما يقع ضحية لعدوانية بعض المتقوقعين فكريًّا بسبب رفضه الانصياع لاستفزازاتهم المتعمدة، أو لاعتراضه على آرائهم غير الناضجة فكريًّا، ولامتناعه شبه الفطري عن الانقياد الأعمى وراء ما يمليه التفكير الجمعي في البيئة غير الناضجة فكريًّا، والمتخلفة نفسيًّا وحضاريًّا.
-حماية العقل من أمراض عدم النضج الفكري: حري بالنّاضِج فِكْرِيًّا فعل كل ما يستطيع لتقوية مناعتيه، النفسية والفكرية، ضدّ فيروسات الرجعية، والتخلّف السلوكي، والفوضى الفكرية في البيئة غير الناضجة، خصوصا عن طريق تقديره لعقله واعتزازه المستمر بنضوجه الفكري، وحفاظه على إعتداله النفسي، وحرصه على تثقيف نفسه، والتعلّم من تجاربه، وبالتفكير خارج الصناديق الفكرية المغلقة التي تحيط به.
وأخذ قسط من الراحة النفسية بين الحين والآخر عن طريق السفرـ أو بممارسة هواية مجزية، وبشحذ ذكائه الوجداني بهدف تقوية مناعته العاطفية ضدّ التلاعب النفسي الذي يشيع في البيئة غير الناضجة فكريًّا.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار