الهاتف الذكي...المضاعفات وطرق العلاج

د. خالد عايد الجنفاوي

تعمّدت أثناء اختياري عنوان هذه المقالة عدم إضافة كلمات مثل المرض، أو الإدمان، أو الاستعمال المسيء لمصطلح "الهاتف الذكي"، بسبب أن هذه الأداة أصبحت في نفسها باعثة للتوقعات السلبية تجاه استعمالها، لا سيما في عالم اليوم الذي يشيع فيه إدمان الاستعمال المسيء لهذه الأداة الإلكترونية "الذكية"، وتحوّله علامة واضحة على الإصابة بمرض فعلي له آثاره ومضاعفاته، ويتوفر طرق علاج له.
ومن بعض هذه المضاعفات وطرق العلاج المتوافرة للتخلّص من إدمان الهاتف، نذكر ما يلي:
-مضاعفات إدمان استعمال الهاتف الذكي: يُضْعِف الاستعمال الادماني للهاتف القدرة على الوعي الظرفي (قدرة الانسان على الملاحظة والتركيز واليقظة الذهنية تجاه ما يدور حوله)، ويؤدي الى تقلّب المزاج، وربما التهيّج المفرط والشعور المفاجئ بالاكتئاب، وضعف النظر.
وربما يتسبب بارتفاع ضغط الدم، والاصابة بالقلق المزمن، والتشتت الذهني، وأحيانًا يسبب السلوك العدواني، او يؤدي الى ضمور الفص الجبهي من الدماغ بسبب ضعف أو غياب التفكير، والتسبب بانحطاط الملكات العقلية لقلّة استعمالها واختلال التوازن العاطفي.
وكذلك التأثير السلبي للإشعاع الكهرومغناطيسي للهاتف على موجات الدماغ، وما يؤدي إليه إدمان الهاتف من إضعاف القدرة على التحكّم بالأعصاب، والقابلية للانفجارات النفسية المفاجئة، وإضعافه المناعة النفسية، وتعطيله اكتساب المهارات الاجتماعية الضرورية، وانفصال مدمن الهاتف الذكي عن الواقع، وتدمير الثقة بالنفس والاعتماد عليها بسبب الاتكالية المرضية على برامجه في كل نشاط حياتي من المفترض أن يتم خلاله استعمال التفكير المستقل، وما يسببه من العزلة السلبية عن الآخرين، وما لم يتم اكتشافه حتى اليوم من مضاعفات خطيرة للغاية.
-طرق علاج إدمان الهاتف الذكي: يمكن لإيقاف تشغيل الهاتف الذكي ساعة، أو ساعتين في اليوم، أن يخفف من حدّة تأثير إدمان استعماله، وكذلك ممارسة هواية يدوية تتطلب التركيز الذهني، وإطفاء الهاتف أثناء اليوم، وتركه في السيارة أثناء التسوق مع الأسرة.
وربما تربية حيوان أليف والعناية به، والخروج للمشي يوميًّا في الهواء الطلق، قدر الاستطاعة، وربما استعمال جهاز تشويش الإشارات الإلكترونية داخل الديوانية، واستعماله كذلك داخل المنزل عند اجتماع الأسرة في نهاية الأسبوع!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi