الخميس 22 مايو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

الهاشل:"المركزي"يوجه الـ fintech لاستدامة الرفاه بالمجتمع

Time
الثلاثاء 27 نوفمبر 2018
View
5
السياسة
ندرس انشاء مختبرات الابتكار لتطوير أبحاث التقنيات المالية بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات العالمية

الأصول الافتراضية زادت على 830 مليار دولار تعادل 8 أضعاف الاسترليني المتداول عالمياً

التطور التكنولوجي والتقني
قاد الثورة الصناعية الرابعة وبات ضروريا لمواكبة سرعتها

نمو استثمارات التقنيات المالية من 9 مليارات في 2012
إلى 120 مليارا في 2018



كتب – محمود شندي:

أكدّ محافظ بنك الكويت المركزي الدكتور محمد يوسف الهاشل العمل على الدفع بصناعة التقنيات المالية وتوجيهها لهدف الكويت الأسمى المتمثل باستدامة الرفاه للمجتمع بكافة شرائحه موضحا «أن التقنيات الحديثة فتحت أبواباً جديدة للتواصل وأن متطلبات المجتمع واحتياجاته كانت الدافع الأكبر وراء التقدم والمحرك لهذا التغيير».
وأضاف الهاشل في كلمته خلال الملتقى العالمي للمعلوماتية 2018 الذي نظمته جائزة الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية امس في مقر جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا، ان الثورة التقنية غيرت العالم فوصلت أقطار الكوكب بعضها ببعض ونسجت شبكات التواصل الاجتماعي أنماطا جديدة من العلاقات الإنسانية وسهلت التقنيات إجراء الأبحاث والتسوق ودفع الأموال بلمسات قليلة على شاشات الهواتف حتى بات من الصعب التفكير في عالم أعزل من هواتفه الذكية أو معزول عن الانترنت أو مجرد من شبكات التواصل الاجتماعي أو حتى من تطبيقات توصيل الطعام.
وقال الهاشل: ان العالم لم ير بعد كل ما في جعبة تقنيات الاتصال الحديثة ومادامت تلك التقنيات تتمتع بقبول هائل وتتقدم بلا أي مؤشر على التباطؤ، وإن الاقتصاديين باتوا يصفون هذه الحقبة باسم (الثورة الصناعية الرابعة) مشبهين أثر الثورة الرقمية في الاقتصاد المعاصر بأثر اكتشاف المحرك البخاري وآلة الاحتراق الداخلي والرقائق الحاسوبية في اقتصاد العهود الماضية على أنه يفوق ذلك كله بسرعته الفلكية. وأشار إلى أن العالم كما نعرفه اليوم يتغير بصورة سريعة وتصوغه العوامل الإنسانية والتقنية صياغة جديدة حتى بات كثير من القطاعات التقليدية مثل الخدمات الصحية والنقل والضيافة وتجارة التجزئة والتصنيع تخوض اليوم غمار التطور التقني وتتغير كليا خلال هذه العملية.
وعن أثر التقنيات الحديثة على القطاع المالي ومستقبلها تناول المحافظ اتجاهات التقنيات المالية وما تعد به من فرص وما تنطوي عليه من مخاطر فضلا عن دور البنك المركزي والأطراف المعنية الأخرى في توجيه هذه الطاقة بما يمكن القطاع المالي ويسهل مشاركته في تحقيق هدفه الأسمى وهو (استدامة الرفاه للجميع) مشيرا إلى أنه لا يمكن تحقيق ذلك دون احتضان الإبداع التقني وتبنيه مع اجتناب المخاطر على المستخدمين والاقتصاد والمجتمع بمعناه الأشمل.
ولفت الى أن في الكويت أمثلة مشجعة اذ تحقق كثير من مبادرات التقنيات المالية نموا مشهودا وتستقطب آلافا من المستخدمين من المنطقة كلها وتشمل هذه المبادرات تطبيقات التجارة الإلكترونية والتسوق عبر الإنترنت وتوصيل الطلبات وغيرها ولدى الكويت أكثر من 60 شركة لتطبيقات التقنيات المالية حالياً وفي طريقها الارتفاع خلال الفترة المقبلة.
وعن تطور التقنيات المالية قال المحافظ إنها تتطور بسرعة هائلة ولكنها مهما بلغت من تقدم لا بد أن ترجع في أصلها إلى الإنسان مؤكدا انها في حال عدم سدادها احتياجات الانسان وتلبي متطلباته فإنه لن يتقبلها وبالتالي لن يكتب لها أي نجاح وهو الامر الذي ينطبق على التقنيات المالية التي تشمل في إطارها العام مجموعة واسعة من الابتكارات المالية الجديدة والمتقدمة.
واضاف: إن التقنيات المالية توظف اثني عشر نوعا مختلفا من التقنيات من ضمنها تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والأصول الافتراضية وغيرها مشيرا الى ان العالم قد تبنى بالفعل بعض هذه التقنيات مثل العمليات المصرفية عبر الهواتف الذكية في حين ما يزال قسم منها في انتظار التطبيق. وأشار المحافظ إلى ارتفاع إجمالي الاستثمارات في التقنيات المالية خلال السنوات الست الأخيرة من 9 مليارات دولار في 2012 إلى ما يقدر بقرابة 120 مليار دولار في 2018 أي بنحو 50 في المئة سنويا، في حين يبلغ معدل الصفقة الاستثمارية في مجال التقنيات المالية 66 مليون دولار أميركي يمثل ضعف المعدل في أي مجال من المجالات التقنية الأخرى. وذكر أن الأصول الافتراضية مثال لافت على نمو الاستثمار في التقنيات المالية إذ يوجد اليوم ما يقارب 2100 نوع منها تنشط حول العالم وتبلغ القيمة السوقية للخمس الكبرى منها مجتمعة 160 مليار دولار فيما بلغ مجموع أصول « بتكوين» وحدها في مطلع نوفمبر 110 مليارات دولار متجاوزا قيمة إجمالي الجنيه الإسترليني المتداول في العالم البالغ 107 مليار دولار رغم أنه عملة خامس أكبر اقتصاد في العالم.
وبين أن قيمة مجموع الأصول الافتراضية في ذروتها مطلع هذا العام زادت عن 830 مليار دولار أي ما يقارب ثمانية أضعاف إجمالي الجنية الاسترليني المتداول في العالم مشيرا الى انه من الواجب أمام أرقام النمو البراقة وسرعته الهائلة ألا نذهل عن المخاطر التي تشكلها هذه الظاهرة على النظام المالي والمصرفي.
وأشار إلى أن النتيجة الواضحة من تنامي التقنيات المالية حجما وقيمة ونوعا تؤكد أنها ليست صيحة قصيرة الأمد بل تيار تغيير شديد القوة ليس بالمقدور الإبطاء من سرعته ولا الوقوف مكتوفي الأيدي إزاءه ولا حتى الثبات حيث نحن مبينا أن جميع الأطراف المعنية مطالبة بالدفع بهذه الصناعة وتوجيه هذا التيار العارم جهة «استدامة الرفاه للجميع».
أما بالنسبة للفرص والتحديات والمخاطر التي تكتنف التقنيات المالية قال المحافظ إن مكمن الفرص التي تعرضها التقنيات المالية هو القبول الهائل الذي تحظى به إذ يرغب العملاء بالحصول على خدمة سلسة ومن هنا تتأتى للتقنيات المالية جاذبيتها وتقوم على أربع ركائز، وهي سهولة الوصول إلى الخدمات المالية، والكفاءة العالية والكلفة المنخفضة وجودة التجربة التي تمنحها للمستخدم مشيرا إلى أنها وفرت بفضل سهولة الوصول إليها فرصة مواتية لتعزيز الشمول المالي وإيصال الخدمات المالية في ظل عدم وصول الخدمات المصرفية إلى ما يقارب ربع سكان الارض اي 1,7 مليار.
واضاف الهاشل ان بنك « KBC « الصيني يعد اكبر بنك فى العالم حيث بلغ عدد عملاءه 500 مليون عميل الا ان شركة التقنيات المالية (آنت فاينانشال) تجاوزته واصبح عدد عملاءها 870 مليون عميل وبلغت قيمتها السوقىة 150 مليار دولار مثل بنوك اتش اس بي سي وكذلك «سيتي بنك» على ان عمرها لم يتجاوز 14 عاما. وذكر المحافظ انه بفضل كفاءة التقنيات المالية بات انجاز العمليات المالية بسرعة إرسال بريد إلكتروني الأمر الذي أدى الى انخفاض كلفة تحويل الأموال واستثمارها كما أصبح العميل اليوم بفضل كفاءة التقنيات المالية قادرا على الاستثمار مهما كان المبلغ قليلا.
وعن دور البنك المركزي في التقنيات المالية قال المحافظ «إنه في ضوء الفرص والتحديات فانه يتعين على الجهات الرقابية تحقيق توازن بالغ الدقة بين إطلاق العنان للابتكار والابداع وبين ضمان استقرار النظام المالي، مضيفا أن الاستقرار المالي والنقدي أولى أولويات (المركزي) ما يستدعي منع استغلال منصات التقنيات المالية كثغرة تتسرب منها الأموال الناجمة عن العمليات غير القانونية والإجرامية فضلا عن ضمان عدم تهديد التقنيات المالية استقرارنا المالي والاقتصادي لا من الناحية التقنية ولا من الناحية النظامية».
من جانبه، قال نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله الصباح الذي مثّل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في ملتقى المعلوماتية، ان هذه الفعالية تستضيف نخبة متميزة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. واضاف العبدالله ان الملتقى يعمل على استشراف المستقبل كما انه يلبي رؤية سمو أمير البلاد في تحويل الكويت إلى مركز اقليمي مالي وتجاري وتقني متقدم، مشيرا إلى ان الملتقى يعتبر منصة واسعة تلتقي بها النخب العالمية المتميزة في عالم الرقمنة المالية مستهدفا تكوين منظومة جديدة ذات فعالية كبيرة فى التغيير الاقتصادي.
آخر الأخبار