الأحد 08 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"الهجين" عندما تسود الوحشية من أجل أن يحيا الإنسان

Time
السبت 22 أكتوبر 2022
View
5
السياسة
كتب - مفرح حجاب:

افتتحت مسرحية "الهجين" عن رواية "الرجل الذي صار كلباً" لشركة آيت للانتاج الفني والمسرحي، عروض المسابقة الرسمية للدورة 22 من مهرجان الكويت المسرحي، بمسرح الدسمة وسط حضور كبير من الجمهور تقدمه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة د.عيسى الأنصاري وضيوف المهرجان.
"الهجين" تدور حول مهندس يعمل مصمما للرقص الاستعراضي يحتاج إلى كلب حراسة فتقدم له باحث عن وظيفة، فاستغل حاجة الرجل للعمل، وجعله يقوم بدور الكلب ويؤدي وظيفته بنفس الشكل والسمات التي يمارسها الكلب من نباح وغيره، العرض المسرحي رغم الحكاية الدراماتيكية التي يسردها على الخشبة الا انه استطاع أن يكشف وحشية امتهان إنسانية الإنسان عند حاجته للعيش وكيف يكون طوعا وذليلا من أجل أن يحيا.
الرجل الذي صار كلبا خشيت زوجته ان تعاشره في البداية وتقترب منه خوفا من أن تنجب منه طفلا يمارس نفس طقوسه لكنها سلمت بالأمر الواقع في النهاية، حيث لم تجد أحدا يقبل بها الا زوجها، وتبدأ هي الأخرى تمارس طقوس الكلاب في النباح.
العرض رغم قسوته الإنسانية الا انه طرح تساؤلات عدة عندما كان بعض الممثلين يطلب من الرجل أن يقاوم ولم تفلح هذه المقاومة لدرجة ان البعض سأل كم من البشر ممكن أن يفعلوا ذلك من أجل العيش، اعتقد ان الإجابة ستحمل الكثير في ظل الحياة المادية التي نعيشها في الوقت الراهن وفي ظل ضعف القيم الإنسانية على وجه التحديد.
شهد الأداء التمثيلي الذي شارك فيه كل من مبارك السلطان وعلي الششتري ومحمد جمال الشطي وفاطمة خالد، مباراة في التمثيل بين الششتري، الذي كان يمثل الحدث والحالة الأكبر في العرض والشطي الذي قدم نموذجا متميزا للممثل الذكي عبر أكثر من شخصية، لذا كانت هناك رشاقة ووعي في الحركة على المسرح واتقن الجميع الأداء التمثيلي ببراعة، كذلك كان للأداء الحركي والاستعراض واستخدام العرائس والموسيقى "اللايف" دلالة مهمة في إيصال الفكرة وخلق حالة مسرحية تعطي انطباعا للصالة بمعطيات العرض ورسالته الحقيقية.
أما الديكور والسينوغرافيا فرغم الزيادة الكبيرة فيها الا ان خروج ودخول بعض القطع تمت بسلاسة دون أخطاء أو خلل، فضلا عن ان البيت الذي أصبح معيشة للكلب تم تحويله بطريقة فيها جماليات كثيرة، خصوصا في تحويل بعض المقتنيات، وكان هناك ذكاء كبير في الاستعانة بمصمم الإضاءة فاضل النصار، الذي قدم نموذجا رائعا في توظيف الإضاءة مع السينوغرافيا ولم نشعر مطلقا بانفصال الحركة والديكور عن الإضاءة وهذا ساهم في وجود لوحة مسرحية مكتملة وممتعة، حيث شكلت السينوغرافيا والموسيقى دورا مهما في رسم ملامح العرض المسرحي مع الأداء التمثيلي.
مسرحية "الهجين"، التي اشتبكت مع جمهور الصالة منذ المشهد الأول من انتاج احدى فرق القطاع الخاص وهو أمر يبشر بالخير أن تكون بهذا المستوى، وهذا يعود للاستعانة بمجموعة من الشباب الذين يمارسون العمل المسرحي باحترافية إذا وضع في الاعتبار أن المشرف العام على العرض هو المخرج علي البلوشي، والذي حقق الجائزة الكبرى في المهرجان الماضي من خلال مسرحية "الطابور السادس" لفرقة المسرح الشعبي، كذلك كانت الكاتبة فلول الفيلكاوي هي دراماتورجي العرض، لذا فتواجد علي البلوشي ومخرج العرض أحمد البناي ساهم في اختيار عناصر متميزة لتقديم المسرحية سواء الفرقة الموسيقية بقيادة عماد يحيى ومصممة الأزياء فدوة مدوه وغيرهم، لأن كل هذه العناصر هي من خلقت المتعة على خشبة المسرح.
آخر الأخبار