الهدوء الحذر يسود السودان في الهدنة الـ 13 والقتلى المدنيين 863

الخرطوم، عواصم - وكالات: مع دخول الهدنة الثالثة عشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حيز التنفيذ مساء أمس، بناء على اتفاق جدة الذي تضمن آلية مراقبة دولية بإشراف سعودي أميركي، لف الهدوء الحذر انحاء السودان، فيما أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين إلى 863 حالة وفاة و3531 إصابة. وقالت النقابة في منشور على صفحتها بموقع "فيسبوك" أمس، إن الاشتباكات لا تزال جارية بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة لليوم الـ 34 على التوالي، وأسفرت عن مزيد من الضحايا يجري حصرهم في العاصمة والأقاليم، مشيرة إلى أنه يوجد العديد والكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في الحصر، لافتة إلى عدم التمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني.وأوضحت أن الاشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا أدت إلى سقوط 28 قتيلا في ثلاثة أيام والعديد من الجرحى الذي لم تتمكن من حصرهم، كاشفة أن يومي الجمعة والسبت الماضيين شهدا سقوط 13 وفاة بين المدنيين و137 حالة إصابة، بينها حالات غير مستقرة.
وقبل ساعات من الهدنة، هزّت غارات جوية وانفجارات جديدة العاصمة الخرطوم رغم تأكيد الطرفَين المتنازعين على السلطة نيتهما احترام الهدنة، وقال الجيش أمس إنه سيطر على ثلاث مناطق وسط العاصمة، فيما أفاد شهود عيان بسماع أصوات انفجارات وسط الخرطوم وبعض أحياء وسط وجنوب مدينة أم درمان، وأشاروا إلى تحليق كثيف للطائرات الحربية وسماع أصوات المضادات الأرضية من مواقع قوات الدعم السريع في عدد من أحياء جنوب أم درمان.
ونقلت وكالة رويترز عن سكان في الخرطوم أن ضربات جوية وقعت في الخرطوم وأم درمان وبحري، وهي المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم، وأضاف السكان أنه أمكن سماع دوي اشتباكات في وسط العاصمة.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني إن الموقف العملياتي مستقر بجميع أنحاء البلاد، عدا مناوشات مع الميليشيا المتمردة بأجزاء من العاصمة، مضيفا أن قوات الجيش وجهت ضربات لتجمعات من الميليشيا المتمردة شمال ووسط الخرطوم بحري وجنوب الخرطوم، نتج عنها تدمير عدد كبير من السيارات المسلحة والشاحنات المحملة بالذخائر وقتلى وجرحى من المتمردين.
في المقابل، نفى مستشار قائد قوات الدعم السريع حافظ الزين الشائعات بشأن وفاة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" أو إصابته، قائلا إن حميدتي يقود المعارك بنفسه في أم درمان وبحري والخرطوم.كما نفى الشائعات بوفاة أو إصابة القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، مؤكدًا أنه يتنقل بين القوات لقيادة المعارك، قائلا إن القوات لن تخرج من المواقع التي سيطرت عليها منذ اندلاع القتال في 15 أبريل الماضي، زاعما أن الجيش هو من نفّذ انقلابًا ضد قوات الدعم السريع.
وأعرب مستشار قائد قوات الدعم السريع عن أمله في أن تتحول الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار قصير المدى إلى وقف دائم لإطلاق النار من أجل مصلحة السودان وشعبه.من جانبها، قالت الأمم المتحدة إن الاشتباكات الدائرة في السودان شردت نحو 1.1 مليون شخص من ديارهم، سواء داخل البلاد أو إلى الدول المجاورة، مما أجج أزمة إنسانية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة، كما حرمت ملايين السودانيين من الرعاية الصحية.