لم يشأ الفنان السوري تيم حسن الرد على شائعة تعرضه وزوجته الإعلامية المصرية وفاء الكيلاني إلى حادث سير في الساحل الشمالي بمصر، غير أنه أطل عبر حسابه في "تويتر" لنعي د.عزت أبو عوف ونشر صورته، ويتزامن ذلك مع متابعة غير مسبوقة لمسلسل "الهيبة - الحصاد" بطولة تيم، سيرين عبدالنور، منى واصف، في إسرائيل، إذ وجد أنه الدراما العربية الأكثر بحثا ومشاهدة عبر شبكة "نتفليكس" الأميركية.عن هذا الأمر، رأت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أنه ربما بسبب جمال سيرين عبدالنور، أو نيكول سابا، أو نادين نجيم، أو أسلحة "جبل" تاجر الممنوعات، أو لعلها الأحداث التي تدور ببساطة في لبنان… هذا البلد الذي يتصوّره الأحياء في الخارج من خلال ثنائيات متناقضة، ويُعرّف بالنسبة إليهم على أنه "بار الدول العربية وأكثرها انفتاحاً وديمقراطية"(!). والإسرائيليون، المعنيون من هذه القصة، غير بعيدين عما يُروّج من مغالطات ومبالغات. هكذا، قفز "الهيبة" في ثلاثة أشهر، ليكون المسلسل الأكثر بحثاً ومتابعةً بالنسبة إليهم!.سرعان ما تحوّل "الهيبة" إلى العمل الأكثر بحثاً على الشبكة العنكبوتية في "إسرائيل"، وعلى شاشات مستوطنيها من خلال ما توفره شبكة "نتفليكس" الأميركية، خصوصا الترجمة إلى اللغة العبرية.. صحيح أنه يعيش في الأرض المحتلة عام 1948 مليون ونصف مليون فلسطيني، لكنّ هؤلاء غير مشمولين في فئة رصدها Google Trends تبحث عن المسلسل اللبناني - السوري، بدليل البحث المباشر عن كلمات لها علاقة بالمسلسل باللغة العبرية، فضلاً عن أن فلسطينيي العام 48 ليسوا بحاجة للبحث عنه، ما دامت القنوات التلفزيونية العربية توفره لهم. كما توجد عشرات المواقع الإلكترونية العربية التي توفر جميع حلقات "الهيبة" بأجزائها الثلاثة على الإنترنت وبالمجان، وليست مدفوعة مثل "نتفليكس". لكن لمَ كل هذا الانبهار بالعمل، ومن أين سمع الإسرائيليون بـ "جبل شيخ الجبل" الذي يؤدي دوره السوري تيم حسن؟ ولماذا تعنيهم إلى هذا الحد قصة تدور أحداثها في بلدٍ يصنفونه معادياً لهم في قرية على الحدود السورية ــ اللبنانية؟.. في الواقع، يجب الا ننسى أن "الهيبة" من أكثر المسلسلات العربية انتشاراً، وأنّ قبل ذلك، مجرد حدث صغير في لبنان يصبح في عقل الإسرائيليّ موضوعاً سياسيّاً!كما تبرز حقيقة أن الإسرائيليين يريدون اكتشاف ليس فقط العالم السفلي من لبنان؛ بل يريدون ببساطة اكتشاف ومعرفة كل شيء يحصل فيها مثل كيف يفكر الناس؟ كيف يتحملون انقطاع التيار الكهربائي بعد كل هذه السنين، والأهم صوت محولات الكهرباء وما تسببه من تلوث سمعيّ؟ كيف لا يقتلون بعضهم البعض في ظل زحمة السير؟ وكيف أكملوا حياتهم بصورة طبيعية بعد أزمة النفايات، ورائحة الهواء التي لا تحتملُ؟ وكيف يتحملون البيروقراطية القاتلة لمجرد حاجتهم لاستخراج شيء بسيط أوهويّة؟ كيف لم يهدموا المستشفيات على رؤوس مالكيها بعدما مات بعضهم على أبوابها؟ وأيّ معجزة هذه التي أبقت هؤلاء "البشر الخارقين"؟!لأسباب كثيرة، أصبح المسلسل الذي يدمج بين الدراما والأكشن هو الأول بالنسبة إلى الإسرائيليين، الذين لديهم أيضاً حياة قريبة من أحداث "الهيبة"؛ حيث مئات العائلات والشبكات المافياوية من أصول شرقيّة وغربية قسّمت تل أبيب إلى أحياء بالمحاصصة، وراحت تجمع المال من أصحاب المحلات، مقابل عدم التعرض للأخيرة… وحيث الخطف، سرقة السلاح والمتاجرة فيه، ترويج المخدرات، تجارة البشر والأطفال، تبييض الأموال، والقتل مقابل المال وهي مهنة مشهورة هناك، وكل شيء يندرج ضمن السوق السوداء. يُضاف إلى ذلك، أن "الهيبة" يعرض الجانب الإنساني لمن يفترض أنهم مجرمون، فـ "جبل" تاجر سلاح ومخدرات، لكنّه يوفر الحماية والعيش الكريم لأبناء بلدته، ويعطف على والدته ويحرص على رضاها، ويعيش قصة حب مثل جميع البشر غير المنخرطين في هذه المهن الممنوعة. "ليرفع إصبعه من سمع بمسلسل "الهيبة" وليقل ما سبب كل هذه الجلبة؟" السؤال وجهته Mako (القناة الـ12 الإسرائيلية)، في بداية تقرير نشرته على موقعها قبل أيام حول النتائج التي أظهرها Google Trends، بشأن اهتمام الإسرائيليين بالمسلسل. وسُجّل في الأشهر الثلاثة الأخيرة ارتفاع بنسبة 1100 في المئة بما يخصّ الكلمات المفتاحيّة التي تحوم في فلك "الهيبة" وفق ما أظهرته النتائج. في القائمة التي تُدرج المصطلحات التي كان البحث عنها في تصاعد خلال الفترة الأخيرة، حلّ "الهيبة" أولاً متقدّماً على"صراع العروش، يوم الاستقلال، وعيد الأسابيع".
الموقع الإسرائيلي، يُعرف قُرّاؤه "الهيبة" على أنه "مسلسل سوري ـ لبناني ظهر على الشاشة العام 2017، وعُرض للمرة الأولى على قناة "إم. بي. سي" العربية". أمّا بالنسبة إلى الأحداث فهي كما يُعرفها: "في قرية صغيرة تُدعى "الهيبة"، وهي قرية غير موجودة في الواقع، يقف في مركز القصة، البطل الذي يلعب دور رأس عشيرة تهرّب السلاح، وهو في الوقت نفسه عليه التعامل مع صراعات حمائلية وعائلية، ويعيش قصة حب معقدة". يتساءل الموقع: "هل هذا يحصل معنا فقط كإسرائيليين؟ أم ثمة ما يُذكّر بمسلسل "فوضى"؟.. في إشارة إلى المسلسل الصهيوني الذي يسرد قصة مجموعة من وحدة المستعربين في محاولة واضحة لأنسنتهم أمام المشاهدين، لا سيما العرب؟على أيّ حال، اهتمام الإسرائيليين بـ "الهيبة" بصفته عيّنة مصغّرة تُجسد في خيالهم حياة اللبنانيين أو فئة منهم، يعكس في واقع الحال مدى الاهتمام بالشأن اللبناني عامةً. وأظهرت خارطة الباحثين أن ثمة علاقة طردية بين قربهم جغرافياً من لبنان وارتفاع أعداد الباحثين عن قصة "جبل"… فكان مستوطنو الجليل الأعلى هم الأكثر بحثاً تلاهم مستوطنو منطقة حيفا، ثم تل أبيب، مروراً بالقدس ونهايةً بصحراء النقب.