الهَوان على النَّاس

حوارات

"وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ". (الحج 18)
يهون الانسان على الناس، فيستخفّون به، ولا يحترمونه، ولا يهابونه لأسباب مختلفة تجتمع في كونها أسباب شخصية أغلبها داخلية ذاتية تؤدي الى غرس هوان شأن المرء في قلوب الآخرين.
ومن بعض أسباب الإصابة ببلاء الهوان على الناس، نذكر ما يلي:
-كشف جوانب ضعف الشخصية، فالبعض يكشف عن جوانب ضعف شخصياتهم، لأسباب تبدو تافهة، منها على سبيل المثال، عدم قدرتهم على كتمان أسرارهم الشخصية، وقلّة احتمالهم لها، أو عدم حرصهم على كتمان أمورهم، وربما تهاونهم على إخفاء ما يجب عليهم إخفاؤه عن الآخرين.
-مرض إرضاء الناس: علامات الإصابة بهذا المرض تتمثل في التودّد المفرط الى الناس، لا سيما من يمقتهم المصاب بمرض إرضاء الناس في داخله، وتقديم أولويات الناس على الأولويات والأهداف الحقيقية، والابتسام المتكلّف بإفراط، والاعتذار اللفظي الشبه دائم للناس، بلا سبب منطقي يستدعي ذلك، والاكتراث الشديد بمشاعر الآخر من طرف واحد فقط.
-التردّد في اتخاذ القرارات الشخصية: يفسّر كثير من الناس تردّد أحدهم في اتخاذ القرارات الشخصية، التي يستوجب المنطق عليه اتخاذها كنقطة ضعف أساسية في شخصيته.
ويهون عليهم أمره تدريجيًّا بسبب تردّده المرضي، ويكشف هذا السلوك السلبي ضعف تقدير الذات.
-طيبة القلب المرضيّة: كل مبالغة في طيبة القلب تجعل الناس تستخفّ بالإنسان، فهو بالنسبة لهم مبذول مملول.
-الفقر: لا يُحسب للفقير أي حساب بينما، يُحسب للغني ألف حساب، وهذه سنّة الدنيا الغادرة منذ بدء الخليقة، والله عز وجل أعلم.
-سوء العلاقات مع الأهل والأقرباء: من يعادي أهله وأقربائه لأسباب نرجسية بحت، سيبقى وحيداً ومُستخفًّا به من الناس، وذلك بسبب أنهم يرونهم عزوة له يهابونها.
بينما يظّن المنعزل والمسيء لأهله ولأقربائه، أنه يمكن له أن يشدّ أزره لوحده، وهو في هذا التخيّل واهم تمامًا!
-التهاون عن تطوير الشخصية، فعندما يتقاعس الانسان عن تطوير شخصيته، وتحديث قدراته، واكتساب المهارات الفردية، والاجتماعية الضرورية، فسيهين على الناس بسبب ازدرائه، واستخفافه بنفسه.
كاتب كويتي

@DrAljenfawi

د. خالد عايد الجنفاوي