الواقع والخيال في "تعويذة الأزرق" للتشكيلية فاطمة جواد

خلال معرض افتتح في غاليري "زي هوب"

مدحت علام

أقامت الفنانة التشكيلية فاطمة جواد في غاليري "زي هوب"، معرضها التشكيلي الشخصي تحت عنوان "تعويذة زرقاء"، والذي افتتحته أم ركان الصباح، في حضور فنانين تشكيليين وجمهور محب للفنون التشكيلية.
وقدمت الفنانة فاطمة جواد في معرضها موتيفاتها وأفكارها الفنية في أشكال جمالية ذات أبعاد إنسانية، تلك التي احتفت فيها بالأشكال من خلال مضامين رمزية، قريبة من الوجدان الإنساني.
وتبتهج الفنانة من خلال معرضها بالحياة، ولكن من خلال مشاهد رمزية، تتداخل فيها الأفكار عبر ممرات إنسانية عدة، ومن خلال الألوان التي تعطي لها الصدارة في التعبير عن تلك الحالات النفسية أو الاجتماعية وحتى الفنية، تلك التي تتعلق بالواقع في أبهى حالاته.
وترسم الفنانة من خلال لغة سردية تتقنها، بوصفها أديبة تتعامل مع الكلمة والكتابة الأدبية، حيث إنها كاتبة وفنانة تشكيلية، وعضو في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وعضو في رابطة الأدباء الكويتيين، ولقد صدر لها في هذا المجال روايات "أدمنتك عشقًا"، و"روح تعانق الذاكرة"، و"على قيد الذاكرة"، وهذه الاتجاهات التي مزجت فيها الفنانة بين الألوان والكلمة، بين الفنون التشكيلية والرواية، بين الفنون البصرية والفنون الكتابية، أسهمت في خلق أجواء مغايرة، وفي الوقت نفسه متفاعلة مع الواقع، ولكن في سياق خيالي جمالي قريب من المتلقي.
واهتمت الفنانة في معرضها الشخصي بالمرأة في أكثر من اتجاه، حيث أبرزت جوانب من شخصية تلك المرأة، تلك الجوانب التي تحتاج الى الكثير من التركيز من أجل اكتشافها، مثل الكبرياء وعزة النفس، والرقة، فيما جاءت أعمال أخرى من خلال استخدام تكنيك المستطيل في رسم الوجه للمرأة، من أجل إبراز جوانب نفسية مثل الحزن والنظر إلى البعيد، وكذلك الأمل والفرح في بعض الأحيان.
وجاءت لوحات أخرى لتبرز جوانب نفسية أخرى مفادها الخوف من المجهول، من خلال وضعية القرفصاء، التي تبدو فيها الخطوط والتعرّجات للأشكال متماهية ومتداخلة.
وفي لوحات أخرى اهتمت الفنانة بأشياء تبدو في حقيقتها سوريالية، وتبدو في أعمال أخرى ذات طابع تجريدي، يحتاج أن نركز في رمزيتها، في حين استخدمت في لوحات محددة… تعابير الجسد للمرأة من خلال التجمعات اللونية وتناغم الأشكال في أنساق جمالية تعبّر عن الحياة، وعن أشياء تخدم الأعمال التشكيلية، التي وضعت في فضاءاتها الفنانة موتيفاتها واستحضرت من خلالها خيالاتها.
ولقد ركزت الفنانة على شَعَر المرأة ليظهر وكأنه أجنحة للطيران، وهذا التكنيك يبرز جوانب نفسية، وملامح كونية برؤى رمزية متناسقة مع مجالات الفنون التشكيلية.