الجمعة 22 أغسطس 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الورل... سحالي قادرة على تحمُّل الجوع لأيام بفضل ذيولها

Time
الثلاثاء 14 مايو 2019
السياسة
إعداد – أحمد القعب:


الصيام لا يرتبط فقط بالإنسان، فهناك كائنات عديدة تصوم وربما لفترات طويلة يعجز عنها الإنسان، فقد تدخل فيما يسمى بـ " البيات الشتوى " الذي تصوم فيه،ليس فقط عن الطعام والشراب ولكن عن الحركة أيضا، وقد يتخذ الصيام أشكالا أخرى بعضها يتصف بالغرابة، في هذه الحلقات نقدم لك عزيزي القارئ غرائب الحكايات في صوم الكائنات، لكي تلمس قدرة الله في خلقه ولكي تدرك أنك لست وحدك الذي تصوم.

الورل، نوع من السحالي يتميز بتكيف شديد مع البيئة وظروفها المختلفة، حيث يتواجد من ضمن أنواعه ما هو صحراوي قادر على السُبات لأكثر من يومين من دون طعام وشراب، حيث تقل الفرائس المتاحة له ما يدفعه للتحمل والبقاء في جحر صنعه لنفسه لمثل تلك المشقة. والورل الصحراوي أكثر الأنواع صيامًا، إذ يمتد صيامه لأسابيع نظرا لأن معدته تتميز ببطء شديد في الهضم، ما يعني إنتاجية طاقة أقل، حيث يوظف كامل أعضائه الداخلية بنشاط مماثل للكمية المنتجة للطاقة مع بقائه في "الجحر" والتشققات والحفر الرملية، فعلاوة على أنها تحميه غذائيًا، تحميه أيضًا من أشعة الشمس الحارقة والتي تؤثر على صحته وطاقته وتستهلك مخزونه من المياه.
والورل بشكل عام من الكائنات التي تمتاز بوجود ذيل طويل يضاعف حجم جسده، له فوائد منها العدو والسباحة وكذلك الافتراس، وبجانب تلك المنافع يعد ذلك الذيل مكان مثالي لتخزين الدهون والشحوم الداخلية له، لكونه يعمل على تخزين الدهون في سلاسل مضغوطة يستهلكها وقت اختفاء الفرائس ومصادر الغذاء، أو في حالة التعرض لعوامل بيئية تحيل دون الاصطياد مثل الأمطار أو الحرارة المرتفعة.
ويعد ورل الكومودو بإندونيسيا أكبر أنواع السحالي في العالم، إذ أن طوله يصل إلى 4 أمتار، ورغم ذلك الحجم الكبير إلا أنه قادر على الصمود تجاه العطش والجوع لفترات طويلة بفضل ذلك الذيل الكبير، وهو قادر على ابتلاع حيوان كامل مثل الأفاعي والطيور أو حتى الخنازير وصغار الجاموس، ومع ابتلاعه لهذه الفريسة الكبيرة التي تعد مصدر غزير للطاقة، يظل الورل 3 أسابيع لا يأكل حيث يدخل في صيام تام،لأن تلك الفريسة وحدها كفيلة أن تمده بالطاقة اليومية خلال تلك الأسابيع.
وللورل أنواع كثيرة منها ما يتسلق الأشجار ومنها ما يسبح، ويتسم متسلق الأشجار بخصائص الحذر الشديد، إذ أنه قادر على البقاء أعلى الأشجار أياما بل أسابيع، يكتفي في تلك الفترة بأكل مواد نباتية حيث يهيئ نفسه لحركة أقل لدعم صيام يومي قدره 15 ساعة بسبب تلك البيئة النباتية، كما أن صغار الورل تسلك هذه الحمية والطريقة تجنبا لأن تكون فريسة لغيرها.
والورل من الكائنات النهارية التي تقضي أوقات صيدها واستلقائها في النهار، بينما تكون طوال الليلة في صيام عن النشاط الحركي أو الطعام، وهناك حالات تجبر هذا الحيوان على الامتناع عن الطعام، ففي حالة الإصابة بكسور عظمية يعتمد على مخزونه الستراتيجي في تلبيه حاجته من الطاقة، ولا يتأثر إذ ما طالت فترة التئام عظامه والتي يمكن أن تمتد لأشهر، فيكفيه بين الحين والآخر شرب قطرات من الماء ومن ثم العودة إلى الحفرة أو البيت الذي صنعه لنفسه حتى اكتمال شفائه. ورغم شراسة وقوة الورل إلا أن هناك دراسات تؤكد أنه ذكي لكونه قادرًا على معرفة مصيره من خطر قادم، فإذا ما شعر أنه خاسر في معركة مع حيوان آخر توارى عن الأنظار واختبأ ولجأ إلى الصمت التام في فترة يمكن أن تمتد لأيام يكون فيها صائمًا عن الطعام والشراب للهروب من العدو.
وتتحمل ذكور الورل الجوع والعطش أكثر من الأنثى، ويظهر ذلك جليًا في موسم التزاوج حيث ينقطع الذكر عن الطعام والشراب ويتعمد إثارة انتباه الأنثى مفتعلاً حركات غريبة وبهلوانية برأسه، بينما تكون الأنثى في حياتها الطبيعية تأكل وتشرب، ويظل الذكر على تلك الحالة لفترة أسبوع إلى أن تتقبله الأنثى، ويحدث بينهما تكاثر لتضع بعدها البيض، يكون الذكر فيه حريصًا على أمان ذلك البيض أيضًا، ما يعني مجاورته له لكثير من الوقت، وهو ما يدفعه إلى الامتناع عن الطعام والشراب لفترات متقطعة.

على الهامش
الاسم: ورل
الرتبة: الحرشفيات
النظام الغذائي: النباتات واللحوم
متوسط فقس البيض: حتى 10 أسابيع
الموطن: أغلب القارات عدا المناطق الشمالية والجنوبية من الكرة الأرضية
العمر المتوسط: حتى 20 عامًا
آخر الأخبار