الأخيرة
الوزير المحلل!
السبت 08 أكتوبر 2022
5
السياسة
طلال السعيدالوزير المحلل احرج الرئيس المكلف، واصدر بيانا لم نفهم منه جملة واحدة مفيدة، ولم نعرف لماذا قبل ثم لماذا اعتذر، ولم يتضمن بيانه ما الذي يعرفه عن التضامن الوزاري، وهل فكر فيه حين قبل المنصب، وماهي قصة القبول ثم الاعتذار؟ فكل ما عرفناه بصريح العبارة هو انه احرج الحكومة كلها قبل ان تتضامن، واثبت ان بنيتها ضعيفة لاتستطيع الصمود!حكومة تم تشكيلها في ستة ايام على اساس ان تشكيل الحكومات مهمة سهلة، وما ان يصدر مرسوم التشكيل الا وتصبح امرا واقعا يرضى به الجميع، المجبر والبطل، واذ بنا نفاجأ بأنها حكومة تصنع من خصومها ابطالا يستقيلون قبل اداء القسم، ويصدرون بيانات ضد التشكيل الذي هم جزء منه، فماذا نتوقع بعد اداء القسم؟المؤسف حقا ان دائرة المشاورات لم تتغير طوال السنوات الماضية، فكل رؤساء الوزارات الذين تم تكليفهم تشكيل الحكومات السابقة، حتى حكومة الامس، كلهم يدورون في فلك واحد، ولا يبتعدون عن دائرة المشاورات الضيقة نفسها، حتى بدت الاختيارات متشابهة، رغم تغير بعض الاسماء، وهذا دليل واضح على وجود بطانة غير صالحة هي التي تقترح الاسماء، وفق أجنداتها الخاصة البعيدة كل البعد عن المصلحة العامة، وهذه هي النتيجة عودة الى حكومة تصريف الاعمال، رغم صدور مرسوم التشكيل الحكومي الجديد، ولولا ان الرئيس المكلف هو رئيس حكومة تصريف الاعمال، لدخلنا في متاهات ومخالفات دستورية لها اول وليس لها اخر، حين يكون في الدولة رئيسان لمجلس الوزراء في وقت واحد، ولكل وزير وزراء يتبعونه، والوزارات لا تعرف من هو وزيرها، او بالاصح لمن تتبع!هذه المرحلة غير المسبوقة في تاريخ الكويت تستحق وقفة جادة، فقد سبق وحجبت الثقة عن الحكومة كلها، وتم منعها من اداء القسم بانسحاب الاعضاء من الجلسة، وبالتالي سقطت الحكومة قبل اداء القسم، لكن حين تفرط مسبحة التشكيل بسبب المعينين والمحللين، ولا ننسى المستشارين الذين يرشحون الاسماء، والذين ادخلونا في نفق مظلم بسبب سوء الاختيار، فهذه بصريح العبارة مرحلة وراءها مراحل الله يستر منها... زين.