الوضع الجديد

طلال السعيد

علينا ان نعترف وبشكل واضح، ونتعايش مع الوضع الجديد، الذي اصبحنا فيه، مع الاسف الشديد، ونقولها بألم وحسرة، الكويت الغالية لم تعد لنا كما كانت من قبل.
ان هذا البلد ليس بلدنا الذي نعرفه، وان هناك لنا شركاء في وطننا، فرضوا علينا واصبحوا هم اصحاب الاولوية ونحن المواطن رقم اثنان!
بالامس القريب امر سمو ولي العهد باعطاء المتقاعدين من ارباح التأمينات، ففرح المتقاعدون، ودعوا لولي العهد بالتوفيق، واليوم تخرج علينا التأمينات، بناء على فتوى مستشار التأمينات الوافد، بفلسفة جديدة تقول ان المنحة سوف تكون مساهمات في شركات يعتزمون تأسيسها، وما هي الا فترة ثم تعلن تلك الشركات افلاسها، او خسارتها ويخسر معها المتقاعد الكويتي، الذي ينتظر المنحة على أحر من الجمر ليفي بالتزاماته، وقد كان يرجو الفائدة فيخرج بخسارة زائدة!
الكويت ليست بلدنا التي نعرف رضينا ام ابينا!
احصائية حكومية تقول ان هناك 33 الف كويتي عاطلين عن العمل، بينما هناك عشرات الالاف من الاشقاء الوافدين يستمتعون بالوظائف الحكومية، بعضهم مع الميزات بما فيها السيارة والسكن، وفي القطاع الخاص الوضع نفسه تقريبا، حتى ان بعضهم يستلم وظيفته من المطار، والبعض الاخر يتحول من زيارة الى اقامة عمل، والكويتي ينتظر سنوات للحصول على وظيفة، ولا يحصل عليها، ولم تصدر حتى الان قوانين صارمة تلزم القطاع الخاص بتوظيف الكويتيين مثل ما حصل في السعودية!
والعمل بالجيش الكويتي يعتبر بيئة طاردة للكويتيين، ويكفي ان تعرف ان من يسكن ضواحي الجهرة يداوم في ام الهيمان والعكس صحيح، او قل هذه نظرة الناس عن التطوع في الجيش، ولم يستطع التوجيه المعنوي تغيير هذه النظرة، او تحويل التطوع في الجيش الى بيئة جاذبة.
حتى شرطتنا بشروطهم المعجزة على الكويتي فقط حتى هرب المواطنون منها، فأصبحوا شرطتنا اغلبهم من ابناء الكويتيات، وما ادراك ما ابناء الكويتيات، والضباط اغلبهم من اصحاب الواسطات الذين لا يشرفون العمل الشرطي، فبالامس ضابط وشرطي اغتصبا متهمة، واحيلا الى النيابة العامة، هؤلاء هم حماة الأمن إلا من رحم ربي منهم!
علينا ان نتعود على مثل هذه الاخبار، وعلى مثل هذا الوضع، فالقادم أصعب، والله المستعان...زين.