السبت 20 ديسمبر 2025
16°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

الوضع الصحي المتدهور لبوتفليقة يهز "سيناريو القصر" لولاية خامسة

Time
السبت 02 مارس 2019
السياسة
مئات الآلاف خرجوا احتجاجاً في العاصمة والولايات ونجل أول رئيس حكومة للجزائر أول ضحايا التظاهرات

الجزائر، عواصم - وكالات: عاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلى البلاد أمس، بعد رحلة علاجية في جنيف، وأكدت حملته الانتخابية أنه سيتم تقديم أوراق ترشحه اليوم، قبيل انتهاء المهلة القانونية لتقديم ملفات الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، في وقت سابق، خبر تعيين عبدالغني زعلان مديراً لحملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الانتخابية، خلفاً لعبد المالك سلال.
وفي السياق، أعلن رئيس حزب "جبهة المستقبل" الجزائري عبد العزيز بلعيد، أمس، إيداع ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة تمهيدا لخوض الاستحقاق المقرر في 18 ابريل المقبل.
وأكد بلعيد الذي يوصف بأنه المنافس الأبرز المحتمل للرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة عقب إيداع ملف ترشحه للانتخابات، أنه يطرح نفسه كبديل للنظام الحالي لأنه يملك برنامجا "ثريا" مشيرا إلى أنه برهن في الكثير من المناسبات على أن حزبه "قادر على رفع التحدي وإنجاز الكثير". وأعلن مرشحان آخران تقديم ملفاتهما هما عبد القادر بن قرينة عن حركة البناء، وعدول محفوظ عن حزب النصر الوطني.
وبينما كان مقررا أن يحتفل الرئيس الجزائري عبدالعزبز بوتفليقة أمس، بعيد ميلاده الـ82، إلا أن وضعه الصحي "المتردي جدا" جاء ليهُز "سيناريو القصر"، الذي وضع لولاية رئاسية خامسة، وليعلن أن "ساعة التقاعد لبوتفليقة حانت".
وخلال إقامة بوتفليقة بالمستشفى السويسري، قام شقيقه ومستشاره ناصر بوتفليقة بزيارته أول من أمس، فيما قال مصدر جزائري، إن طائرة الرئيس عادت أمس للجزائر من دونه.
وأفادت مصادر إعلامية، بأن بوتفليقة استدعى مستشاره رمطان العمامرة إلى جنيف للتفاوض على تعيينه رئيساً للوزراء، مضيفة أن قائد الجيش طلب من بوتفليقة البقاء في جنيف حتى أمس، وهو آخر موعد لتقديم أوراق الترشح.
وقال المتحدث باسم المستشفى، انه "لا علاقة لنا بتاتا بأي معلومات تنشر في الإعلام، ولا نتبنى مضمون أي خبر مهما كان، بل لا يمكن لنا أن نؤكد حتى وجود الرئيس بوتفليقة في المستشفى أصلا".
وكانت وسائل إعلام عربية أفادت، بأن الرئاسة الجزائرية سوف تعلن قرارات مهمة في شأن ترشح بوتفليقة، وأن أحزاب معارضة جزائرية سوف تدرس الانسحاب من الانتخابات.
في غضون ذلك، خرجت تظاهرات حاشدة في العاصمة الجزائرية بمشاركة مئات الآلاف، بالتزامن مع تظاهرات في مدن أخرى، منها سطيف ووهران والبليدة وبجاية وغرداية وعنابة، احتجاجا على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة. وقال شهود إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على محتجين رشقوها بالحجارة قرب القصر الرئاسي في وسط العاصمة، ما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات من الجانبين.
ووسط أنباء مؤكدة عن مقتل متظاهر، قالت مصادر: "تم توقيف حركة المرور التي تؤدي إلى وسط العاصمة، كما كان هناك تشويش كبير على خدمة الإنترنت، وتوقيف حركة القطارات والترام والمترو، المتجهة إلى العاصمة".
وتوافدت جموع المتظاهرين إلى ساحتي "أودان "، و"أول ماي" في وسط العاصمة، ورددوا شعارات تطالب بالحرية، وهتاف "سلمية، سلمية"، وهتاف "يا أويحيى شوف (انظر) للحضارة، والجزائر ماشي (ليست) سورية" في إشارة إلى تصريحات رئيس الحكومة أحمد أويحيى التي أدلى بها تحت قبة البرلمان قائلا: "المسيرات في سورية بدأت بالورد وانتهت بالدم". كما ردد المتظاهرون شعارات على غرار "جمهورية وليس مملكة... هذا الشعب لا يريد بوتفليقة والسعيد (شقيق الرئيس)".
وفي المقابل اتخذت قوات مكافحة الشغب مكانا لها في الأماكن الحساسة والستراتيجية بوسط العاصمة، مثل ساحة أول مايو، وساحة موريس إدان، وساحة الشهداء، وقرب مقر وزارة الدفاع الوطني، ومقر رئاسة الوزراء، وأعلن الأمن الوطني إصابة 56 من قوات الأمن وسبعة من المواطنين في المواجهات التي اندلعت خلال التظاهرات، مشيرا لتوقيف 45 من المتظاهرين، منهم خمسة أحرقوا سيارة وحاولوا اقتحام فندق الجزائر في العاصمة، واخرين حاولوا اقتحام مقر التلفزيون الرسمي. وقال مسؤول محلي، إن شخصا لقي حتفه، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية إن الرجل البالغ من العمر 60 عاما أصيب بنوبة قلبية، وأشار وزير الداخلية نور الدين بدوي، إلى فتح تحقيق لكشف أسباب وظروف وفاة المتظاهر حسان بن خدة، ابن رئيس الحكومة المؤقتة خلال ثورة التحرير الجزائرية يوسف بن خدة.
وحمل سليم شقيق المتوفي النظام المسؤولية، قائلا "العائلة تحمل العصابة الحاكمة وبلطجيتها سفك دم أخي وسنقوم بالإجراءات اللازمة للقصاص".
ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، عن كشف وتدمير قنبلتين تقليديتين الصنع إثر عملية بحث وتمشيط في ولاية المدية.
في سياق أخر، أدانت حركة "مجتمع السلم" ما أسمته "الاستفزازات التي وقعت في بعض مسيرات العاصمة، وتسببت في إصابات وسط المتظاهرين"، داعية المسؤولين في مؤسسات الدولة لسماع صوت الشعب. وأعلنت الأمينة العامة لحزب "العمال" المعارض لويزة حنون، أن اللجنة المركزية لحزبها ستفصل في مسألة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل من عدمه.
آخر الأخبار