الاقتصادية
"الوطني": البورصات العالمية تستعيد زخمها بعد أداء الشركات القوية
الاثنين 17 يناير 2022
5
السياسة
كشف الموجز الاقتصادي لبنك الكويت الوطني عن اسواق الاوراق المالية العالمية عن تباين أداء أسواق الأسهم العالمية في الربع الرابع من عام 2021، إذ أنهت أسواق الأوراق المالية في الدول المتقدمة (الولايات المتحدة وأوروبا) تداولات العام على ارتفاع بدعم من تسجيل الشركات المدرجة لأرباح قوية وذلك على الرغم من المخاوف المتعلقة بظهور سلالات متحورة من فيروس كوفيد - 19 مثل سلالتي دلتا وأوميكرون، وارتفاع معدلات التضخم، والاضطرابات المستمرة التي تشهدها سلاسل التوريد، والتي ما تزال تشكل العديد من المخاطر على آفاق النمو الاقتصادي. في حين كانت مكاسب أسواق دول مجلس التعاون الخليجي أكثر تواضعاً نظراً لتأثرها بظهور موجات عديدة من العدوى وحالة عدم اليقين التي انتابت أسواق النفط، إلا انها أنهت تداولات العام في الصدارة بفضل ارتفاع أسعار النفط وتحسن ثقة المستثمرين وتزايد معنويات التفاؤل بشأن التعافي الاقتصادي. وفي ذات الوقت، شهدت الأسواق الناشئة أداءً ضعيفاً على خلفية تصاعد المخاوف المتعلقة بانتشار الفيروس في الهند وتزايد الضغوط التنظيمية التي أثقلت كاهل الصين.وأدى تشديد أوضاع سوق العمل واستمرار ارتفاع معدلات التضخم إلى قيام الاحتياطي الفيدرالي أخيرا باتخاذ موقف أكثر تشدداً، مما أثر سلباً على المعنويات وافتتاح مؤشر ستاندرد أند بورز 500 تداولات العام الجديد بأضعف أداء يشهده في بداية العام الحالي منذ 2016. ومستقبلاً، قد تواصل أسواق الأسهم رحلة صعودها خلال عام 2022، إلا انه بالنظر إلى المخاوف السابقة والتخفيف التدريجي لبرامج التحفيز المالي في الولايات المتحدة، وتبني سياسات نقدية أكثر تشدداً، فقد يتراجع الزخم الاستثنائي الذي شهدناه على مدار السنوات العديدة الماضية في ظل تزايد المخاطر وتصاعد التحديات التي تواجه المشهد الاستثماري نتيجة لذلك.واستعادت أسواق الأسهم في الدول المتقدمة زخمها في الربع الرابع من 2021 وعكست خسائر الربع السابق بفضل النمو القوي لأرباح الشركات، وذلك على الرغم من المخاطر المختلفة خلال الربع الأخير من العام. وأدى ظهور سلالة أوميكرون المتحورة إلى زيادة التقلبات بنهاية نوفمبر وعلى مدار شهر ديسمبر، إلا انه سرعان ما تراجعت مخاوف المستثمرين بعد أن أشارت البيانات إلى انخفاض معدلات الوفيات ومخاطر الحاجة للعلاج في المستشفيات. وقد سجل مؤشر مورغان ستانلي العالمي للأسهم مكاسب قوية بنسبة 6.7% على أساس ربع سنوي على خلفية الأداء القوي للولايات المتحدة، إذ ارتفع مؤشرا ستاندرد أند بورز 500 وداو جونز الصناعي بنسبة 11% و7%، على التوالي، تليهما الأسواق الأوروبية (ارتفاع مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة +6%). فيما كان أداء الأسواق الناشئة ضعيفًا بشكل ملحوظ، إذ فقد مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة 1.3% من قيمته على أساس ربع سنوي متأثراً إلى حد كبير باستمرار الضغوط التنظيمية في الصين. إلا ان تبني بنك الشعب الصيني لسياسات تيسيرية، مع إمكانية مواصلة خفض متطلبات الاحتياطي الالزامي للبنوك وسعر الفائدة على القروض الرئيسية في عام 2022، إلى جانب التقييمات المنخفضة للغاية، قد تساهم في تعزيز أداء الأسهم الصينية لهذا العام. وتشير التوقعات المستقبلية إلى استمرار اتجاه الأسهم العالمية للاعتماد إلى حد كبير على سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ومعدلات التضخم، وحالة عدم اليقين تجاه الجائحة، ووتيرة التعافي الاقتصادي.