الاقتصادية
"الوطني": التضخم في أميركا يقفز لأعلى مستوياته منذ 39 عاماً
الأحد 16 يناير 2022
5
السياسة
اشار تقرير البنك الوطنى الاسبوعي عن أسواق النقد ان أسعار المستهلك في الولايات المتحدة سجلت أعلى معدل نمو في 12 شهراً منذ عام 1982، مما أضعف القوة الشرائية للأميركيين ومهد الطريق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لبدء رفع أسعار الفائدة في مارس المقبل. وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 7% في عام 2021، مسجلاً أكبر مكاسب سنوية منذ 39 عاماً. وعلى أساس شهري، ارتفعت قراءة المؤشر أعلى من التوقعات وبنسبة 0.5% بالمقارنة مع مستويات نوفمبر. أما معدل التضخم الأساسي، الذي يستثنى أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، شهد أيضاً نمواً أعلى من المتوقع وبنسبة 0.6% على اساس شهري وبنسبة 5.5% على أساس سنوي. وتمثل وتيرة نمو التضخم الأساسي السنوي أعلى معدل نمو منذ عام 1991. وتعزى الزيادة في مؤشر أسعار المستهلكين إلى حد كبير إلى ارتفاع أسعار السكن والغذاء والسيارات المستعملة. فيما تراجعت أسعار الطاقة الشهر الماضي بعد أن كانت المحرك الرئيسي للتضخم خلال معظم عام 2021. واضاف التقرير ان بيانات التضخم الأخيرة تعزز من التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي سيبدأ رفع أسعار الفائدة في مارس المقبل. وستعكس تلك الخطوة تعديلاً حادًا في السياسات المتبعة مقارنة بالجدول الزمني الذي وضعه الفيدرالي قبل بضعة أشهر فقط، مما يثبت استمرار ارتفاع التضخم في ظل وصول الطلب على السلع إلى مستويات قياسية، إلى جانب قيود العمالة وعدم توافر المواد الخام. من جهة أخرى، تراجع معدل البطالة تحت مستوى 4%، مما أفسح المجال أمام بعض واضعي السياسات للتعبير عن آرائهم للبدء في تقليص الميزانية العمومية الفيدرالية بعد رفع أسعار الفائدة بوقت قصير. أما على صعيد المهمة المزدوجة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي - التضخم والتوظيف - يبدو البنك المركزي في طريقه لرفع أسعار الفائدة في مارس. وشهدنا مؤخراً قيام الأسواق بتسعير إمكانية رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس في مارس بنسبة 84%، أي دون تغيير يذكر إلى حد كبير بعد صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين.واوضح التقرير انه على الرغم من أن ظهور سلالة أوميكرون المتحورة قد يعطل سلاسل التوريد الهشة بالفعل في ظل انتشاره الذي سيمنع الموظفين من الذهاب إلى العمل، إلا أنه من المتوقع أن يكون التأثير مؤقتاً. وعلى مدار هذا العام، يتوقع الاقتصاديون أن يتراجع نمو مؤشر أسعار المستهلكين إلى حوالي 3% مع عودة سلاسل التوريد إلى وضعها الطبيعي وانخفاض أسعار الطاقة. إلا أن هناك بعض العوامل التي تزيد من مخاطر ارتفاع معدلات التضخم بما في ذلك تكاليف السكن، والنمو القوي للأجور، وربما موجات من تفشي فيروس كوفيد-19. وقدمت البيانات الخاصة بأسعار المنتجين إشارات تدل على استقرار معدلات التضخم نظراً لصدور بيانات أقل من التوقعات. إذ ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.2% على أساس شهري بعد ارتفاعه بنسبة 1% في نوفمبر وتسجيله لمعدل نمو سنوي بنسبة 9.7%. من جهة أخرى، ارتفع المعدل الأساسي الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة بنسبة 0.5% على أساس شهري وبنسبة 8.3% على أساس سنوي. وتكشف التقارير المختلطة عن ارتفاع معدل التضخم بصفة عامة، إلا أن ضغوط الأسعار الأساسية معتدلة. وعلى الرغم من ذلك، ما يزال المنتجون يواجهون نقص المواد الخام، وقلة العمالة، واختناقات النقل.وارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بمطالبات للحصول على إعانات البطالة إلى أعلى مستوى منذ ثمانية أسابيع في ظل زيادة حالات الإصابة بأوميكرون مما أدى إلى تعطيل نطاق واسع من الأنشطة بدءاً من شركات الطيران إلى المدارس. وقفز إجمالي المطالبات الأولية إلى 230 ألف طلب الأسبوع الماضي.