كشف تقرير البنك الوطني الاسبوعي عن اسواق النقد عن ارتفاع الدولار الاميركي الى اعلى مستوياته خلال العام الحالي بالتزامن مع نمو الاناتج المحلي الاميركيفي الربع الاول بنسبة 3.2 % مقابل 2.2 % خلال الربع الماضي.وارتفع الدولار الأسبوع الماضي في ظل تمكن الاقتصاد الأميركي من اثبات مدى مرونته مقارنة بأقرانه من الاقتصادات العالمية، حيث ساهمت قوة أرباح الشركات وتزايد الطلب الداخلي على تبديد التوقعات حول حدوث تباطؤ كبير في العام 2019. ويبدو أن الاقتصاد العالمي يتحرك الآن بسرعتين مختلفتين، ففي حين يعتبر الاقتصاد الأميركي متفوقاً على أساس نسبي إلا أن الأوضاع الاقتصادية لا تزال أكثر ضعفاً خارج الولايات المتحدة.فمع استمرار ارتفاع عائدات سندات الخزينة الأميركية ومواصلة الاقتصاد الأميركي تفوقه النسبي، تمكن الدولار الأميركي من تخطي حالة الحذر المفرط التي اتسمت بها سياسات الاحتياطي الفيدرالي. حيث أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى تواجد عقبة أكبر امام رفع أسعار الفائدة تتمثل في أن التضخم لا يزال "ضعيفًا"، حيث ينظر الآن إلى أسعار الفائدة على أنها محايدة بالفعل.ومن المتوقع أن يكشف تقرير تضخم الانفاق الاستهلاكي الشخصي عند صدوره الأسبوع المقبل ما إذا كان معدل التضخم قد تراجع أكثر من المستويات المستهدفة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. إلا انه على الرغم من ذلك، سيتعين على الاحتياطي الفيدرالي أن يصبح أكثر قلقًا تجاه التباطؤ الحاد لمعدلات النمو.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت السياسات النقدية التيسيرية المعلنة مؤخراً خارج الولايات المتحدة في تعزيز جاذبية الدولار الأميركي. حيث استبعد البنك المركزي الأوروبي رفع سعر الفائدة حتى العام المقبل، كما قام البنك المركزي الكندي بالتوقف عن الإشارة إلى رفع أسعار الفائدة في المستقبل، وأوضح بنك اليابان المركزي التزامه بالحفاظ على معدلات فائدة منخفضة حتى العام 2020 على الأقل.أظهر اقتصاد منطقة اليورو حساسيه تجاه تراجع مستويات الطلب الخارجي. وقد أدى ذلك إلى تراجع معدلات النمو الاقتصادي لأقل من متوسطاتها مما زاد من مخاوف صانعي سياسات البنك المركزي الأوروبي. ألغت إدارة الرئيس ترامب الإعفاءات التي تسمح لليابان والهند والصين باستيراد النفط الإيراني على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران. حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن قرار واشنطن "يهدف إلى وصول صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وحرمان النظام من مصدر دخله الرئيسي". كما صرح بومبيو أن الولايات المتحدة تعمل مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من أجل الالتزام بضمان "استمرار تزويد أسواق النفط العالمية بما يكفي" للتعويض عن فقد الواردات الإيرانية. وقد ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر متخطية 75 دولاراً للبرميل بعد صدور تلك الأخبار على خلفية المخاوف المتعلقة بقيود الامدادات المحتملة.