الاقتصادية
"الوطني للاستثمار": برنت يواصل التراجع ويفقد 32 % خلال شهرين
الثلاثاء 27 نوفمبر 2018
5
السياسة
اجتماع "أوبك" في فيينا الشهر المقبل والموقف الروسي من الإنتاج عنصران أساسيان في تحديد اتجاه أسواق النفطكشف تقرير الوطني للاستثمار عن الاداء السيئ لحركة أسواق النفط في 2019 خلال الشهرين الماضيين، حيث انخفض خام برنت من مستوى مرتفع بلغ 86.29 دولار للبرميل في 3 أكتوبر إلى 58.80 دولار للبرميل في 23 نوفمبر. وهذا يعادل 32% تقريبا أو ما يعادل 27.49 دولار أميركي في أقل من شهرين. وأثارت شدة وسرعة الانخفاض المخاوف بشأن سيناريو مماثل لسيناريو النصف الثاني من عام 2014 حيث انخفض سعر برنت بشكل مستمر لمدة 6 أشهر بين يونيو 2014 ويناير 2015 ليخسر 60% من قيمته. ولم تجد الأسعار قاعا إلا بعد عام واحد عندما وصل برنت إلى 26 دولارا للبرميل في يناير 2016، بانخفاض 77% عن الذروة.وأضاف التقرير ان تقلبات الأسعار الأخيرة كانت مدفوعة بمزيج من أوجه عدم اليقين على جانب العرض والطلب، وكانت المخاوف الرئيسية تدور في البداية حول آثار العقوبات الأميركية على إيران وما ينتج عنها من نقص محتمل في الإمدادات، بالإضافة إلى تأثير الإمدادات المتقلبة القادمة من دول أقل استقراراً مثل فنزويلا ونيجيريا وليبيا.وتحولت مخاوف النقص إلى مخاوف من زيادة العرض. في خطوة غير متوقعة، وأصدر الرئيس الأميركي إعفاءات لمدة 180 يوما من العقوبات لثمانية بلدان، بما في ذلك الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، التي اشترت معاً أكثر من 75% من صادرات النفط الإيراني بينما كانت التوقعات السابقة لصادرات النفط الإيرانية انخفاض إلى الصفر. وتزامن ذلك مع تقرير صدر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية والذي يظهر تخزين 8 ملايين برميل في مخزونات النفط الأميركية للأسبوع المنتهي في 28 سبتمبر، في وقت كان فيه الإنتاج الأميركي في ذروته. وعلى الصعيد العالمي، بدأت مخزونات النفط التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (هي منظمة دولية تهدف إلى التنمية الاقتصادية وإلى إنعاش التبادلات التجارية) في الارتفاع مرة أخرى بعد فترة طويلة نسبيا من الانخفاض بسبب ما قامت به منظمة أوبك من تنسيق خفض إنتاج النفط الخام الذي أدى إلى انخفاض المخزونات العالمية بشكل كبير منذ بداية عام 2017.اكد التقرير ان تباطؤ الاقتصاد العالمي، وخاصة من خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، المحرك الرئيسي لزيادة الطلب العالمي على النفط، ويهدد مستويات الطلب خلال عام 2019. وقد أدى هذا إلى إحداث تغيير ثانٍ في سياسة أوبك في فترة قصيرة جدا من الزمن وذلك من زيادة الإمدادات للتعويض عن عجز من إيران لكبح الإمدادات مرة أخرى لتجنب إغراق السوق بعد ظهور علامات انخفاض الطلب خلال عام 2019. العقوبات الإيرانيةبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، أعادت فرض عقوبات أشد صرامة وبعيدة المدى تستهدف الاقتصاد الإيراني. ودخلت المجموعة الأولى من العقوبات حيز التنفيذ في 7 أغسطس، وشملت القيود المفروضة على شراء إيران للعملة الأميركية، والمتاجرة في الذهب والمعادن الثمينة، وشراء قطع غيار السيارات، وطائرات الركاب التجارية والأجزاء والخدمات ذات الصلة. أما المجموعة الثانية من العقوبات، فهي ما يهم أسواق النفط، وهي تتمثل في تقييد مبيعات النفط والمنتجات البتروكيماوية من إيران. ودخل حيز التنفيذ في 4 نوفمبر. قبل هذا الموعد، وأصبحت أسواق النفط متوترة بشكل متزايد حتى وصلت الأسعار إلى ذروتها في بداية أكتوبر.وتحسبا للمرحلة الثانية من تطبيق العقوبات، أعربت المملكة العربية السعودية وغيرها من منتجي النفط الرئيسيين عن استعدادها وقدرتها على زيادة الإنتاج لتحل محل أي نقص متعلق بالجزاءات من إيران. وفي 23 أكتوبر، قال وزير النفط السعودي: إن المملكة مستعدة "لتلبية أي طلب يتجسد". في الواقع، كانت السعودية تعمل على زيادة الإنتاج تدريجياً خلال عام 2018. ورصد التقرير عوامل اخرى تضيف عدم اليقين إلى أسواق النفط، منتجي النفط الأصغر والأقل استقراراً مثل نيجيريا وليبيا، والزيادات في الإنتاج من الدول غير الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، مثل الاتحاد الروسي، والتي تساهم بشكل كبير في العرض العالمي.والعامل الرئيسي الآخر الذي يجب مراقبته على جانب العرض هو مستويات الإنتاج الروسية. حيث تعمل روسيا على زيادة الإنتاج خلال العقد الماضي. وأنتج متوسط 11.29 مليون برميل يوميا خلال الـ 10 أشهر الأولى من عام 2018 مقارنة بـ 11.17 مليون برميل يوميا في عام 2017. وقد زادت الشركات الروسية من الإنتاج خلال الأشهر اللاحقة من عام 2018 حيث وصل الإنتاج إلى 11.60 مليون برميل يوميا في أكتوبر، تقريبا عند نفس المستوى من الولايات المتحدة. وكان التعاون الروسي مع أوبك بشأن إعلان التعاون أساس نجاحه وسيكون شرطا مسبقا لنجاح أي اتفاق مستقبلي للحد من الإنتاج. الطلب وتوازن العرضأكد التقرير أن خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي لهذا العام والعام المقبل بنسبة 0.2 نقطة مئوية ويتوقع الآن أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.7 % من التقديرات السابقة عند 3.9 %، ولا تزال توقعات صندوق النقد الدولي بالنسبة للولايات المتحدة والصين مستقرة لعام 2018 عند 2.9 % و6.6 % على التوالي ولكن تم تعديلها إلى 2.6 % و6.2 % في 2019.ويقدر إنتاج أوبك بمتوسط 32.57 مليون برميل يوميا للسنة الحالية ومن ثم ينخفض إلى 31.54 مليون برميل يوميا ليطابق الطلب المقدر لعام 2019. وقد بلغ 32.9 مليون برميل يوميا في أكتوبر، مما يعني أن منظمة الأوبك ستضطر إلى قطع في مكان ما 1.4 مليون برميل يوميا من المستويات الحالية للوصول إلى توازن عرض الطلب في عام 2019. السعودية وروسيا وأميركايتغير المشهد العام لسوق النفط الخام بسرعة. وامس انتجت الدول الثلاث الكبرى المنتجة للنفط، السعودية، والولايات المتحدة، وروسيا معاً حوالي 33.8 مليون برميل يوميا. ويقارن ذلك بإنتاج أوبك الإجمالي حوالي 32.9 مليون برميل حالياً. ويترتب على ذلك حدود الاتفاق، بين أكبر ثلاثة منتجين.وستجتمع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها في فيينا في أوائل ديسمبر المقبل، حيث تسعى المملكة العربية السعودية الآن إلى خفض الإنتاج بما يصل إلى 1.4 مليون برميل في اليوم، في حين أن الجانب الروسي، يؤيد موقف الانتظار والترقب على المدى القصير للحصول على مزيد من الوضوح من بيانات السوق بعد بضعة أشهر، وفقا لوزير النفط الروسي.وقد ازداد الإنتاج الروسي باطراد، ولا يبدو أن روسيا حريصة على كبح الإنتاج مرة أخرى. وقال الرئيس بوتين: إن أسعار النفط حول 70 دولارا "تناسبنا تماما"، لكنه قال أيضا: إن روسيا ستواصل التعاون مع السعودية في سوق النفط، مضيفا أنه لا يستطيع أن يقول إذا كان ينبغي أن يكون محدود الإنتاج. وتستند ميزانية روسيا وتوقعاتها الاقتصادية إلى متوسط سعر النفط البالغ 40 دولارا أمريكيا للبرميل في عام 2018.وفي الولايات المتحدة، الوضع مختلف للغاية، حيث يدفع الرئيس ترامب إلى انخفاض أسعار النفط بينما تضخ الولايات المتحدة النفط الخام بمستويات قياسية، وفي الوقت نفسه، تنمو صناعة النفط الصخري بسرعة كبيرة. وفي الوقت الحالي، يبدو أن اتجاه أسواق النفط سوف يعتمد بشكل كبير على الاتجاه الذي تقرره أوبك في السادس من (ديسمبر) والأهم من ذلك ما إذا كان الروس سيشاركون في ذلك الاتفاق أم لا. وبشكل عام يبدو أن المخاطر في الأشهر القليلة المقبلة تميل بقوة إلى الاتجاه الهبوطي.