الجمعة 30 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

"الوطني": معضلة انفصال بريطانيا عن أوروبا توشك على الانتهاء

Time
الأحد 15 ديسمبر 2019
View
5
السياسة
مخاوف من تحوُّل التوقعات الإيجابية حال اختلاف شريكي التجارة العالميين مجدداً

كشف التقرير الاسبوعي لبنك الكويت الوطني عن أسواق النقد عن تراجع المخاطر الجيوسياسية الرئيسية، حيث تراجعت حدة اثنين من أكبر المخاطر الرئيسية المهددة للاقتصاد العالمي الأسبوع الماضي، حيث حقق حزب المحافظين في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة فوزاً ساحقاً، هذا بالإضافة إلى انتشار تقارير تشير إلى موافقة الرئيس ترامب على اتفاق تجاري محدود في إطار "المرحلة الأولى" للتوصل إلى اتفاقية تجارية مع الصين. ومع اقتراب اسدال الستار على عام 2019، يبدو أن المناخ الجيوسياسي بدأ يهدأ.
ومن جهة أخرى وعلى الرغم من حالة التفاؤل التي تشهدها الأسواق المالية في الوقت الحاضر، إلا أن التوقعات التجارية قد تتحول بسهولة إلى الجهة السلبية مرة أخرى وهو الأمر الذي شهدناه مراراً وتكراراً على مدار العام. أما إذا وافقت الدولتان رسمياً على اتفاقية المرحلة الأولى وتم التوقيع عليها، فقد يحد ذلك من تدهور العلاقات الثنائية. إلا أنه على الرغم من ذلك، فإن النزاعات التي تواجه أكبر اقتصادين على مستوى العالم لها طبيعة معقدة وتتضمن العديد من الجوانب المختلفة، لذا فإنه من غير المتوقع أن تحسم جميعها على وجه السرعة.

الين الاسوأ أداء
أما بالنسبة للعملة الأسوأ أداءً على صعيد سوق العملات الأجنبية، جاء الين الياباني في الصدارة يليه الدولار الأميركي. هذا وقد كانت تداولات عملات الملاذ الآمن سلبية على مدار الأسبوع بينما ازدهرت عملات الاقتصادات الموجهة للتصدير. ويتجه الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني نحو الارتفاع مسجلاً أعلى المستويات على مدار السبعة أشهر الماضية، بينما انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ ستة أشهر وصولاً إلى 96.588.

سوق السندات
وبالانتقال إلى سوق السندات الأميركية، ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياته المسجلة منذ أربعة أسابيع وصولاً إلى 1.903% في ظل التطورات الإيجابية على صعيد المباحثات التجارية مقابل 1.79% بنهاية يوم الأربعاء. وكان واضحاً من ارتفاع العائدات مرور السندات بحالة بيع كثيفة. حيث أنه في ظل تراجع المخاوف التجارية، ارتفع منحنى العائد للمرة الأولى منذ أربعة أيام، مع اتساع الفارق بين العائد على السندات لمدة عامين ونظيرتها ذات لأجل 10 سنوات ليصل إلى 23.10 نقطة أساس فيما يعد أكبر فجوة بين عائدات السندات المختلفة منذ أربعة أسابيع.

الاحتياطي الفيدرالي
لم تسفر نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي عن أية مفاجآت، حيث أبقى سعر الفائدة دون تغيير داخل نطاق 1.50 - 1.75٪ وذلك بإجماع لجنة السوق المفتوحة الاتحادية. ويتوقع معظم الأعضاء في لجنة السوق الفدرالية المفتوحة أن تنهى السياسة النقدية بحلول عام 2020 بنفس المستوى الذي شهده عام 2019، وذلك على الرغم من أن الأسواق تتوقع خفضاً واحداً للفائدة بنهاية عام 2020.
ورسم رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي صورة مرنة عن الاقتصاد الأميركي مصرحاً بأنه "لا تزال توقعاته الاقتصادية إيجابية على الرغم من التطورات العالمية والمخاطر المستمرة." وأضاف: "طالما بقيت المعلومات الواردة حول الاقتصاد متسقة على نطاق واسع مع تلك التوقعات، فسوف يظل الموقف الحالي للسياسة النقدية مناسباً".

خفض البطالة
وبالنظر إلى التوقعات، أبدى واضعو السياسات ثقة أكبر في سوق العمل الأميركي من خلال خفض توقعات البطالة خلال السنوات الثلاث المقبلة. حيث تم خفض توقعات معدل البطالة على المدى الطويل من 4.2 % إلى 4.1%. كما يتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي نمواً بنسبة 2% العام المقبل وبنسبة 1.9% في العام 2021، كما كان متوقعاً في السابق. ومن المتوقع أن يصل معدل التضخم إلى 2% في العام 2021، دون تغيير أيضاً عن التوقعات السابقة. وبصفة عامة، تتمثل رسالة السياسة النقدية في اتخاذ البنك المركزي موقف يوصف بالمترقب في الوقت الحالي، وسيتطلب الأمر أن تطرأ بعض التغييرات الجوهرية على التوقعات لدفع لاحتياطي الفيدرالي للتحرك في أي اتجاه.

أوروبا والمملكة المتحدة
قال التقرير ان انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي يمضي قدماً بعد فوز ساحق لحزب المحافظين، وتعتبر معضلة انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي التي خلقت سحابة من عدم اليقين على مدى سنوات عديدة ودفعت بالاقتصاد البريطاني إلى الركود قد شارفت على الانتهاء. حيث نجحت مقامرة رئيس الوزراء بوريس جونسون في اجراء الانتخابات المفاجئة بشكل ملحوظ وحقق حزب المحافظين فوزاً ساحقاً. وفاز حزب المحافظين بعدد 365 مقعداً في البرلمان ليحصل بسهولة على الأغلبية ويعتبر أكبر فوزاً للحزب منذ أواخر الثمانينات.
ومن جهة أخرى، حصل حزب العمال على 203 مقعداً فقط، فيما تعد أسوأ نتيجة للحزب منذ العام 1935. وتشير نتائج الانتخابات إلى أن المواطنين البريطانيين يفضلون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي من خلال اتباع جدول الأعمال الذي وضعه بوريس، حيث يبدو أن التعهد القوي لحزب المحافظين "لإتمام انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي" كانت له أصداء واضحة لدى الشعب البريطاني.
ويؤيد كافة أعضاء حزب المحافظين المنتخبين صفقة جونسون بشأن انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، لذلك ينبغي أن تتم الأمور بسهولة نسبية بما يمكن الحكومة من تمرير مشروع قانون انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي.
علماً بأن حكومة المحافظين الجديدة ستكون أقل اعتماداً على انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي من دون صفقة، بما قد يسهل من اجراء المفاوضات ومباحثات الامتيازات مع الاتحاد الأوروبي. كما تضفي نتائج الانتخابات بعض الوضوح على المدى القصير فيما يتعلق بانفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، إلا أن النقاش قد يتحول بسرعة خاطفة من مخاطر الانفصال "بدون صفقة" إلى مخاطر "عدم وجود صفقة تجارية".
وكان الجنيه الإسترليني هو الأفضل أداءً على مستوى عملات مجموعة الدول العشرة خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفع إلى أعلى مستوياته المسجلة في 19 شهراً وصولاً إلى 1.3514 بعد إعلان نتائج الانتخابات.
آخر الأخبار