بيروت ـ "السياسة": فيما لا يزال وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش والنائبان ياسين جابر وإبراهيم كنعان، يواصلون محادثاتهم مع المسؤولين الأميركيين، سعياً للتخفيف من وطأة العقوبات الأميركية على "حزب الله" وانعكاساتها على الاقتصاد اللبناني، أشارت المعلومات المتوافرة لـ"السياسة" عن نتائج هذه المحادثات، أن الوفد اللبناني لم ينجح في تغيير وجهة النظر الأميركية من العقوبات، بعدما لمس تشدداً من جانب المسؤولين الأميركيين الذين يخشون من تأثير الحزب بعد دخوله الحكومة وتسلمه حقيبة وزارة الصحة، ولذلك فإن الوفد اللبناني يواجه صعوبات كبيرة في إقناع الأميركيين بوجهة نظره. وكشفت المعلومات أن زيارات متوقعة لبيروت، سيقوم بها مسؤولون أميركيون في الأسابيع القليلة المقبلة، في إطار التحقق من تطبيق لبنان للعقوبات على "حزب الله"، وتحديداً على الصعيد الاقتصادي، حيث سيحمل المسؤولون رسائل تحذيرية شديدة اللهجة من خطورة التفاف لبنان على العقوبات المتصلة بالإرهاب وتبييض الأموال.
وكان الوزير بطيش، التقى وفدا من "الوكالة الدولية لضمان الاستثمار" التابعة لمجموعة البنك الدولي وعددا من المسؤولين، حيث كانت "مخاطر التحويلات جزءا أساسيا من موضوع النقاش، وشرح بطيش توجه الحكومة، وأكد الوفد استعداده لضمان المخاطر السياسية والاحداث لغاية 820 مليون دولار بشكل مستدام".كما التقى بطيش مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي، حيث تمحور النقاش حول أهمية "الشفافية والافصاح ومكافحة تبييض الأموال، وتأمين زيادة الرقابة على المرافئ والمرافق، ومكافحة التهرب الضريبي". بدوره، شدد النائب كنعان خلال لقاءات الوفد النيابي اللبناني في واشنطن، على أن "استقرار لبنان ووحدته ودعم الجيش وتمويل عودة النازحين بمعزل عن الحل السياسي مصلحة لبنانية ودولية". من جهته، حذر "لقاء الجمهورية" خلال اجتماعه برئاسة الرئيس ميشال سليمان من تداعيات السير بلبنان بـ"عكس السير" وجره لمواجهات إقليمية ودولية لا شأن له فيها ولا مصلحة، تضعه في اشتباك مع المجتمع الدولي وتضع "النأي بالنفس" في خبر كان، وبالتالي تفوت على لبنان الفرصة السياسية السانحة لتحييده عن الصراعات، والفرصة السياحية الواعدة، والفرصة الاقتصادية المنتظرة لانتشاله من الضيق والبدء بتنفيذ الاصلاحات، والاستفادة من مقررات مؤتمر "سيدر" على قاعدة التوازن في الإنماء بعيدا من منطق المحاصصة السياسية لتقاسم المغانم.