الاقتصادية
الوقود الأحفوري باقٍ... ولن يتلاشى رغم الضغوط العالمية
الخميس 18 فبراير 2021
5
السياسة
في ظل التوجه العالمي والقرارات الحكومية الخاصة بالتحول بعيدا عن أنواع الوقود المتسببة في الانبعاثات الملوثة والاحتباس الحراري، أصبح سيناريو "نهاية عصر الوقود الأحفوري" بين الأكثر تداولا عبر منصات التحليل وبين المختصين.وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت دراسة نشرتها مجلة "إنفيرومنتال ريسيرش" إن آثار الوقود الأحفوري تتسبب في أكثر من 8.7 مليون حالة وفاة مبكرة، بسبب الجسيمات الدقيقة الناجمة عن حرق هذا الوقود.مخاوف كتلك إلى جانب الأزمة الأصلية المتمثلة في "الاحتباس الحراري"، شكلت ضغطا على متخذي القرار، فعلى سبيل المثال قررت ألمانيا إعداد خطة لتبني اقتصاد يعتمد على الهيدروجين بدلا من الوقود الأحفوري، ويخطط الاقتصاد الأكبر في أوروبا إلى استيراد عشرات ملايين الأطنان من هذا الوقود بحلول منتصف هذا القرن. الضغوط لم تقتصر على الحكومات، فحتى كبار مديري الأصول حول العالم والبنوك وبعض أشهر المستثمرين يتحولون بعيدا عن الأعمال المرتبطة بالوقود الأحفوري، ويدعمون بشكل متزايد الأنماط الصديقة للبيئة.ودعا أحفاد "جون روكفلر" مؤسس شركة النفط الأسطورية "ستاندرد أويل"، البنوك الكبرى لإنهاء عمليات تمويل الوقود الأحفوري. فيما سحبت، 3 صناديق تقاعدية في نيويورك، الشهر الماضي، استثمارات في الوقود الأحفوري بقيمة 4 مليارات دولار.معوقات اقتصاديةإلى جانب مجموعة من القرارات التي تقوض أعمال التنقيب وإنتاج النفط في الأراضي الفيدرالية، ألغى الرئيس الأميركي جو بايدن تصاريح العمل الخاصة بخط الأنابيب "كيستون إكس إل" المثير للجدل في أول يوم له في منصبه.وكان من المتوقع أن ينقل خط الأنابيب النفط لمسافة 1900 كيلومتر من مقاطعة ألبرتا الكندية إلى نبراسكا، لضخها إلى خط أنابيب قائم، وحارب دعاة حماية البيئة وجماعات الأميركيين الأصليين المشروع لأكثر من عقد.- التوجهات المماثلة لبايدن وغيره من السياسيين أثارت تساؤلات حول ما يجب فعله مع الأشخاص الذين سيُتركون عندما يصبح النفط من الماضي، وبدأ بالفعل إلغاء المشروع الذي كلف أميركا الاف الوظائف، وقد يكون هناك المزيد من الخسائر في الطريق.ويعمل في مجال استخراج النفط والغاز بحد ذاته ما يقدر بنحو 145 ألف أميركي، وبحسب دراسة أجرتها "برايس ووتر هاوس كوبرز" عام 2015، فإن صناعة النفط والغاز الأمريكية تدعم أكثر من 10 ملايين وظيفة، لذا فإن الخسائر الفعلية للأمريكيين ستكون جسيمة حال التخلص من هذا المورد. الوقود الأحفوري باقفي الحقيقة، من الصعب أن يكون هناك اختفاء تام أو سريع للوقود الأحفوري حتى تضمن البلدان استقرارها الاقتصادي (نرى حتى الآن أعمال الفحم مستمرة رغم تراجعها بشكل حاد في كثير من البلدان)، ويوصي المحللون بالاستثمار في التقنيات الجديدة التي تشكل المستقبل. وفي غضون ذلك، لن تتوقف صناعة الوقود الأحفوري، لكن من المرجح أن تكون هناك قواعد أكثر صرامة وتشجيعا للتوجه نحو أنماط حياة (منازل - شركات - سيارات) صديقة للبيئة، تعتمد على الطاقة المتجددة. ومع ذلك، ورغم كل هذه الجهود، قال لورنزو سيمونيلي، الرئيس التنفيذي لشركة "بيكرهيوز"، خلال كلمته الرئيسية في الاجتماع السنوي للشركة هذا العام "لا يوجد سيناريو تختفي فيه الهيدروكربونات".واقرسيمونيلي مثل غيره من المديرين التنفيذيين في الصناعة، ورحب بتحول الطاقة، لكنه أشار إلى أن سيناريو الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المائة ليس ممكنًا ببساطة. وهناك الكثير من الأدلة على أن هذا هي الحال بالفعل، رغم آمال وطموحات العديد من المدافعين عن البيئة.وهذه الآمال والطموحات تتخيل عالمًا يتم فيه تشغيل النشاط البشري من الكهرباء فقط، ويتم توليد هذه الكهرباء بدورها باستخدام مصادر الطاقة المتجددة فقط مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية، لكن مثل هذا العالم غير واقعي.