الوكالة الدولية: إيران تبطئ تخصيب اليورانيوم لكنها تعيق المراقبة

طهران تكشف عن "طاولة حمراء" بمسقط ووثيقتين جاهزتين للتوقيع مع أطراف الاتفاق النووي

طهران، عواصم - وكالات: أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن إيران تبطئ إنتاج اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء تقترب من مستوى صنع أسلحة نووية، لكنها تواصل في نفس الوقت إعاقة جهود الوكالة لمراقبة برنامجها النووي بشكل أوثق، ووفقا لأحد تقريرين قدمهما مدير الوكالة رفائيل غروسي للدول الأعضاء، زادت إيران على مدار الربع سنوي الماضي مخزونها من اليورانيوم بدرجة نقاء بلغت 60 في المئة، بمقدار 13.9 كيلوجرام فقط، ليصل إلى 121.6 كيلوجرام، ويمثل ذلك تقريبا نصف معدل نمو التخصيب بالمقارنة بالتقرير الفصلي السابق.
وفي تقرير آخر، انتقد غروسي استمرار إيران في منع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى صور كاميرات المراقبة المثبتة في مايو بمنشآتها النووية، قائلا إنه تم منع مفتشي الوكالة من الحصول على تأشيرات سفر، موضحا أنه لم يتم إحراز أي تقدم فيما يتعلق بالرد على أسئلة مطروحة عن أنشطة نووية سابقة.
في المقابل، كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبد اللهيان عن وثيقة بعنوان "وثيقة سبتمبر" بشأن اتفاق مع واشنطن بعد محادثات غير مباشرة معها، مبينا أنها جاهزة للتوقيع مع وثيقة أخرى على الطاولة، قائلا في مقابلة مع صحيفة "اطلاعات" الإيرانية، إن سلطان عُمان هيثم بن طارق طرح مبادرة على الطاولة، موضحا أن الرئيس الأميركي جو بايدن يرسل رسائل مفادها أن لديه نيّة جديّة وإرادة للعودة إلى الاتفاق النووي، مبينا أنّه في إطار تلك المبادرة تم إجراء محادثات غير مباشرة مع الأميركيين، وهي جاهزة للتوقيع بين طهران وبين الأطراف المقابلة في الاتفاق النووي، وأيضا هناك وثيقة ثانية على الطاولة بشأن الاتفاق مع واشنطن.
وقال "لو لم تقع أعمال الشغب التي شهدتها البلاد في الخريف الماضي إثر تدخلات أجنبية، لكنا اتخذنا الخطوات النهائية في الاتفاق النووي"، مضيفا أن الأميركيين أدركوا قبل الدول الأوروبية أن الأحداث والاستفزازات والتعبئة الإعلامية ضد بلاده لن تفضي لنتيجة، فحاولوا العودة عاجلاً للمحادثات، موضحا أن المحادثات تمت مع أطراف الاتفاق النووي وتوصلت إلى نص وهناك وثيقة معروفة باسم "وثيقة سبتمبر" جاهزة للتوقيع، متابعا "لدينا حاليا وثيقتان على الطاولة.. إحداهما تتعلق بالإفراج عن الأموال الإيرانية، ونحن لا نحمل أي تعليمات بسحب الاتفاق النووي من على الطاولة".
من جانبه، كشف الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني فلاحت أن طهران وواشنطن شكلتا طاولة حمراء في مسقط لتبادل الآراء ووجهات النظر وإدارة التوترات المختلفة بين البلدين، مؤكدا التوصل لاتفاق غير مكتوب الأبرز فيه إدارة التوتر في المنطقة بين البلدين، قائلا إن إيران والولايات المتحدة توصلتا أخيراً إلى نتيجة مفادها أنه لا التوقيت ولا الظرف في بلديهما مناسبان لتنفيذ وإحياء الاتفاق النووي، حيث يعلم الرئيس الأميركي جو بايدن أنه إذا تم إحياء الاتفاق فلن يتمكن من الوفاء بالتزاماته، وبنفس الطريقة لا تستطيع إيران العودة إلى التزاماتها دون الحصول على مقابل ملموس.
بدوره، قال مساعد الرئيس الإيراني للشؤون القانونية محمد دهقان إن النزاع القانوني بين وزارة الدفاع الإيرانية والولايات المتحدة أكبر قضية قانونية لدی إیران مع الأميركيين بعد الثورة، لافتا إلى أن الوضع یصب في صالح ایران، مشيرا لآخر تطورات متابعة قضية اغتيال قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني، موضحا أن الحكومة الإيرانية استعانت بآراء المحامين الدوليين للتعامل مع القضية بشكل مهني واحترافي.
وأكد دهقان أنه في الأيام القليلة السابقة تم توجيه التحذير اللازم لأميركا، موضحا أنه ينبغي استدعاءهم بعد إتاحة مهلة ستة أشهر للتحكيم وفقا لأنظمة محكمة العدل الدولية، وفي حال رفضهم التحكيم تسجل إيران دعواها في قضية اغتيال سليماني في منظمة العدل الدولية في ربيع عام 2024.
في غضون ذلك، لقي ستة أشخاص حتفهم في انفجار وقع بمنجم للفحم في محافظة سمنان بشمال شرق إيران، حيث تم انتشال جثث ستة من العمال الذي كانوا محاصرين داخل منجم البرز الشرقي للفحم في منطقة طزرة التابعة لمدينة دامان، والذي شهد انفجارا بسبب تراكم الغاز ليل أول من أمس.