فيينا، واشنطن، طهران، عواصم- وكالات: أكد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران ارتكبت انتهاكا جديدا للاتفاق النووي، وذلك في نفس اليوم الذي التقت فيه البلدان الموقعة على الاتفاق لإحياءه، مما سيزيد على الأرجح من التوتر مع الحكومات الغربية.وتجنبت الوكالة اتهام إيران صراحة بانتهاك الاتفاق، لكن ديبلوماسيين قالا: إن ما وصفه التقرير يرقى إلى انتهاك جديد، يتعلق بما يُحسب رسميا ضمن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب.في غضون ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، البدء بضخ غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي في مفاعل "نطنز"، كاشفا عن "البدء بالاختبار الميكانيكي على أجهزة طرد مركزي من الجيل التاسع آي آر 9"، ومؤكدا "البدء بضخ غاز اليورانيوم في 164 جهاز طرد مركزي من الجيل السادس آي آر 6، و30 من الجيل آي آر 5، و30 من الجيل آي آر 6 إس"، كما افتتح مركزا جديدا لإنتاج أجهزة الطرد المتطورة في جبال "نطنز"، بعد التفجير الذي تعرض له المركز السابق في يوليو الماضي.من جانبه، أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية أبو الفضل عموئي، أن إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة يجري بدقة في منشآت "فوردو"، كاشفا أن 12 نائبا، معظمهم من لجنتي الأمن القومي والطاقة زاروا أربعة مواقع نووية في أصفهان ونطنز وخنداب وفوردو.وعلى صعيد مفاوضات فيينا، أعلن مسؤول بارز في الخارجية الأميركية، استعداد واشنطن لرفع العقوبات غير المتسقة مع الاتفاق النووي، حال التزام طهران ببنود الاتفاق، قائلا "إن هذا لا يعني رفع جميع العقوبات"، مفيدا بأن المفاوضات غير المباشرة مع إيران في فيينا جرت كما توقعت واشنطن، مؤكدا أن بلاده ترى بعض المؤشرات على جدية إيران، لكنها غير كافية. في المقابل، استبعدت إيران أي مفاوضات، مباشرة أو غير مباشرة، مع الولايات المتحدة، قبل أن ترفع كامل العقوبات، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، إن موقف طهران واضح، وأنه يجب رفع جميع العقوبات.من جانبه، أكد رئيس الوفد الايراني عباس عراقجي، رغبة بلاده في مواصلة التعاطي الجاد في ضوء الإرادة السياسية والجدية لدى الأطراف الأخرى، داعيا لضرورة إلغاء كامل الحظر الأميركي، ومؤكدا أن أيا من أنشطة إيران النووية لن يتوقف ولا حتى ينخفض قبل الالغاء الكامل للحظر.وبينما أعلن وزير خارجية النمسا ألكسندر شالينبرغ، أن المحادثات ستستأنف الأربعاء المقبل، محييا "الروح البناءة"، قالت المفوضية الأوروبية إن المشاركين أكدوا عزمهم على مواصلة الجهود الدبلوماسية، موضحة أن منسق الاتحاد الاوروبي انريك مورا، سيواصل اتصالاته المنفصلة مع جميع المشاركين.
وأعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن تفاؤل حذر، مشيرا إلى أن محادثات الأسبوع الماضي كانت "بناءة"، لكنه حذر من الاحتفال المبكر، قائلا إن "جميع الأطراف أبدت استعدادها للعمل بالإخلاص اللازم، لكن لن يكون الأمر سهلا. نحن فقط في بداية مفاوضات مكثفة".من جانبها، دعت الصين تدعو جميع الأطراف للتوصل لاتفاق، وأعربت عن تطلعاتها أن يرسخ الجميع الزخم الإيجابي الراهن واستمراره، والتوصل إلى آراء مشتركة في دفع الطرفين الأميركي والإيراني لتطبيق الاتفاق النووي من جديد في أقرب وقت ممكن. بدوره، أكد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، أن المفاوضين "أشاروا بارتياح إلى التقدم الأولي الذي تم إحرازه" في ختام أول ثلاثة أيام من المحادثات.وكانت جولة الجمعة اختتمت بالاتفاق على الالتقاء مجددا في فيينا يوم الاربعاء المقبل، لإعلان الموقف الرسمي حول تقرير فريق الخبراء، الذي وضع آلية لتسهيل عودة إيران والولايات المتحدة للالتزام ببنود الاتفاق. وذكرت مصادر مقربة من الاجتماعات، ان الخبراء رفعوا تقريرهم الفني الى مندوبي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وإيران، بشأن طبيعة الخطوات النووية التي يتعين على إيران القيام بها، وخطوات تخفيف العقوبات التي يتعين على الولايات المتحدة الالتزام بها أيضا.وأضافت أنه بالنظر إلى تشعب المسألة على أكثر من صعيد، فإن أعضاء اللجنة سيحتاجون إلى مزيد من الوقت لتقييم تقرير الخبراء مع عواصمهم، ثم الالتقاء مجددا في فيينا الاربعاء، لإعلان موقف دولهم الرسمي من هذه المقترحات. وطبقا للمصادر ذاتها فإنه إضافة إلى ممثلي الدول الأطراف في الاتفاق (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وايران)، فقد حضر الوفد الاميركي جانبا من المناقشات ولكن ليس على طاولة المفاوضات، كما أجرى الوفدان الأميركي والإيراني محادثات بشكل منفصل مع ممثلي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.